زكاة الفطر الزكاة من الواجبات التي اهتم بها الشارع المقدس، وقد قرنها الله تبارك وتعالى بالصلاة في غير واحدة من الآيـات الكريمة، وأنها إحدى الخمس التي بُني الإسلام عليها، وقد ورد في فضلها أن الصلاة لا تقبل من مانعها، وأن من منع قيراطاً(1) من الزكاة فليمت يهوديـّا إن شاء أو نصرانيـّا، وهي على قسمين : زكاة الأموال، وزكاة الأبدان ( وتسمى زكاة الفطرة )، والتي نحن بصددها، وقد ورد فيها أن الصوم مردود إن لم يخرج الفطرة، وروي أن الفطرة تمام لما نقص من تمام الصوم، وأنها بمنزلة الصلاة على النبي (ص) في الصلاة، فكما أنه لا صلاة لمن لم يصلِّ على النبي صلى الله عليه وآله في صلاته فكذلك لا صوم لمن تركها متعمـداً (2).وأنها دافعة للموت عمن أدّيـت عنه في تلك السنـّة . {والعمدة في مقصدنا في هذا المختصر أن يتفكر العاقل في جعل هذا الحكم بأن جُعل لهذا البذل اليسير هذه الفوائد الجميلة الجمّة، فيشكر الله تعالى، ويرى أن البخل بذلك المال اليسير هل يمكن أن يجتمع مع التصديق بالدين، وما أخبر عنه سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلامة العقل ؟ . وكيف يمكن (مع) الإيمان بأن يكون في بذل صاع من شعير فلاحاً لباذله، وأماناً من خطر الموت، وردُّ الصوم، كيف يمكن أن يبخل عنه صاحب العقل السليم، بل ولا يمكن أن يترك فيه الاحتياط عاقل، بل لو لم يكن فيه دفع مضرَّة وجلب نفع لا بدَّ للعاقل أن يستحي عن(1) مالك دينه ودنياه في بخل هذا المقدار اليسير بعد هذا التأكيد والأخبار بفلاح الباذل في القرآن وتقديمها إلى الصلاة في قوله تعالى: ) قَد أفْلَحَ مَن تَزَكَّى` وَذَكَرَ اْسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى((2)، كيف وهذا الذي كلّفك ببذله ذرّة من عطاياه الكثيرة الجليلة الحاضرة عندك، ومع ذلك هو ضامن لرزقك ورزق عيالك، وقادر على منعك من عطاياه، إذا خالفت كتابه وحكمه، وهم مع ذلك يعدك للفلاح، واتمام نقص الصوم والزكاة، ودفع خطر الموت الحاضر إلى تمام الأجل، ولعمري إن هذا لا يكاد أن يكون إلاّ من ضعف الإيمان والإسلام مع لئامة ووقاحة، أو خذلان خاصّ من الله عقوبة لذنب عظيم والعياذ بالله من جميع ذلك . ومن أهم أعمال الليلة(3) زيارة أبي عبد الله الحسين u وختمها بما يختم به الليالي الشريفة من تسليم الأعمال على خفير الليلة }(4) . |