النور الثالث عشر الإمام محمد بن الحسن المهذي المنتظر القسم الثالث لماذا كانت الغيبة ؟! سبق وأن أشرنا إلى أن وجود الإمام أمر ضروري لجهات عديدة منها رفع الأختلافات ، وتفسير وتوضيح القوانين الإلهية والهداية المعنوية والباطنية وغير ذلك ، وأن الله تعالى برحمته قد جعل الإمام أمير المؤمنين (ع) وبعده أحد عشر إماماً من ابنائه ، ومن الواضح ان مهمة كل إمام تشبه من حيث تمام جوانب الإمامة ، وظائف الأئمة الأخرين (ع) وأنه لو لم تكن هناك موانع فإن عليه الظهور للناس ، لكي يستفيدوا منه ، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا كان غائباً .؟ إن الأعتقاد بحكمه الله تعالى يجعل من غير اللازم أساساً أن نعرف فلسة الغيبة ، بعد أن ثبت ثبوتاً قطعياً لا شك فيه فلا يضرنا مطلقاً إذاً ، ان لا نعرف علة الغيبة ، وذلك شبيه بتلك الموارد الكثيرة التي لا نعرف وجه الحكمة فيها ، وإنما يكفينا فقط أن يثبت لدينا بالروايات الصحيحة والبراهين القوية أن الله العظيم أرسل حجته إلى الأمة ، ولكن كانت هناك بعض المصالح التي استدعت أن يبقى وراء ستار الغيبة ويبدو من بعض الروايات أن السبب الأصلي سيعرف بعد ظهوره (ع) . على أنه
يمكننا أن نعدد للغيبة بعض
الفوائد التي قد تكون بعض
الأخبار قد أشارت إليها ومنها : -3 لئلا تكون في عنقه (ع) بيعة لأحد :- حيث حفظته من بيعة الظالمين والحكام الغاصبين ، وانه سيظهرحين يظهر وليس لأحد بيعة في عنقه ، فيظهر الحق عيناً ، وبلا أي مواريه ويقر في الأرض حكم القسط والعدل . -4 تكميل النفوس وتهذيبها فالناس يختلفون في درجة الأستعداد وتحمل التكاليف ، ومنه منشأ اختلاف درجات الإيمان ، وارتقاء البشر من ناحية العلوم والمعارف ، لتكميل العقول ونضوجها ، وقد ورد في وصف أصحابه أنهم العلماء والنجباء والقضاة والحكام ورهبان الليل وليوث النهار . -5 تأديب الأمة تجاه ما صدر منها تجاه الرسول وآله (ص) ، وذلك لأن الأمة لم تقم بواجبها تجاه الرسول والإمام من الأمتثال لأوامره ونواهيه ومعاونته ، بل عصته وتجاوزت في ذلك الحد ، بإذائه بكل وسيلة ، فيجوز للإمام تركها واعتزالها ، لتأديبها وتحذيرها لعلها ترجع إلى الصواب وإلى رشدها ، وتدرك فوائد وجود الرسول والإمام بين أظهرها هادياً ومرشداً داعياً . ومن الواضح أن الأعتزال ليس له حد ولا أمد معين بل حده رجوع القوم عن ضلالهم إلى رشدهم ، وتنبيههم بعد غفلتهم ، ويقظتهم بعد رقدتهم . -6 حفظ أوليائه من القتل . -7 لمصلحة خفية استأثر الله تعالى بعلمها ، وقد تحدثنا عن هذين الأمرين بما يكفي ، فلا نعيد . فوائد وجود الإمام عليه السلام غائباً : ليس
المقصود من غيبته (ع) أنه لا يُرى
، بل المراد من ذلك أنه لا يُعرف
شخصه . -1 كونه (ع) ( واسطة الفيض الأقدس ) ، بمعنى كونه الرابطة بين العالَم والخالق ، فانقطاعه يعني ذلك النبض ، لأن تمام أنواع الفيض الإلهي إنما تنزل على الناس بواسطة الإمام ، كما تتنزل الأوامر والقرارات إلى الموظفين من الرؤساء والوزراء بواسطة المدير . -2 هدايته المعنوية للأفراد اللائقين لذلك ، وإن لم يستطع هؤلاء أن يروه بشخصه المعروف . -3 صيانته للدين وهداية الناس اللائقين ، فالإمام (ع) كالشمس التي يغطيها السحاب ، فكما يستفيد الخلق من الشمس ويستضيؤن بنورها وإن جللها السحاب ، فكذلك يستفيد الخلق ولايته في غيبته . -4 الأعتقاد بالإمام المهدي (عج) يعني ارتباط الناس بعالم الغيب ، وأنه لم ينقطع ، ولا يعني انتظار المسلمين للإمام المهدي (ع) أن يتخلوا عن مسؤلياتهم ، فيضيعوا أحكامهم ، ويتركوا الجهاد ، كما يزعم بعض الجهلة ، بل على المسلمين أن يعملوا على نشر المعارف الإسلامية وإقرار الأحكام الشرعية ، وبعبارة أخرى أن يعملوا على تهئية الأرضية لمساعدة قيامه (ع) ، فيكون الفرد المسلم مستعداً ومنظماً حياته ، بشكل لا يتناقض مع دعوته (ع) ، لكي يكون مؤهلاً للأنخراط في سلك أتباعه وانصاره ، ويقارع أعدائه بكل ثبات . شبهات وردود : كثيراً ما يعترض المخالفون لنا في فكرة الإمام المهدي (ع) بشبهات واهية ، ونحن سنتعرض لأهمها ونجيب عنها ، بجوابات شافية مقتبسة من العلماء : الشبهة الأولى : هلاّ منع الله تعالى من قتله بالحيلولة بينه وبين من يريد قتله ؟ الجواب : إن الممنع الذي لا يناقض التكليف ، وهو الأمر بوجوب اتباعه ونصرته والإنقياد له ، والنهي عن عصيانه وخلافه ، قد فعله تعالى ، وأما الحيلولة بينه (ع) وبينهم ، فإنه يناقض التكليف ، ويوجب بطلان الثواب والعقاب ، فإن الدنيا دار امتحان واختبار ، وهو يلازم الأختيار ، لا الجبر . الشبهة الثانية : لماذا لم يبقَ (ع) ظاهراً يعيش بين الناس ويعمل على اصلاح الدين والمجتمع ، ويدافع عن المظلومين فيقتل في سبيل ذلك ، كما كان أجداده الكرام عليهم السلام أجمعين ؟ الجواب : أولاً : إن الخروج بالسيف والقيام بالأمر بإقامة دولة الحق ، هو مبدأ المهدي (ع) بخلاف أبائه الكرام الذين كان حالهم معلوماً لسلاطين الوقت وغيرهم ، بأنهم لا يريدون الخروج عليهم - لعدم توفر الأسباب الكافية - والمعلوم من الحجة عكس ذلك ، وهذا مما يعرضه للخطر خاصة ، وانه ينتظر ويترقب الفرصة المناسبة لخروجه ، وإقامة دولة الحق وإزالة دولة الباطل ، بأذن الله تعالى . وثانياً : أنه (ع) إذا قتل أحد أبائه الكرام (ع) ، كان هناك من يقوم مقامه ، ويسد مسده ، بخلاف المهدي (ع) إذ ليس بعده قبل قيامه من يقوم مقامه ، والله سبحانه وتعالى ، قد قدر أن يغلب الحق على الباطل . الشبهة
الثالثة : إذا كانت العلة في
استتار الإمام خوفه من الظالمين
واتقائه من المعاندين ، فهذه
العلة زائلة في أوليائه وشيعته ،
فيجب أن يكون ظاهراً لهم ، أو يجب
أن يكون التكليف الذي أوجب
إمامته ساقطاً عنهم لأنه لا يجوز
أن يكلفوا بما فيه لطف ثم
يُحرَموه بجناية غيرهم ؟ ثانياً : لا نقطع بأنه مستتر عن جميع أوليائه ، فإذاً لا مانع عن تصرفه في بعض الأمور المهمة بواسطة أوليائه وخواصه وانتفاعهم منه . ثالثاً : أنه عند ظهوره (ع) من الغيبة ، إنما يعلم شخصه ، ويتميز عينه من جهة المعجز الذي يظهر على يديه ، لأنه النص المتقدم عليه من ابائه (ع) عليه (ع) لا يميز شخصه من غيره ، كما ميز النص اشخاص ابائه (ع) ، لما وقع على إمامتهم ، والمعجز إنما يعلم دلالة وحجة بضرب من الأستدلال ، والشبه معترضة لذلك وداخلة فيه ، فلا يمنع على هذا أن يكون كل من لم يظهر له من أوليائه ، فلأن المعلوم من حاله أنه متى ظهر له قصر في النظر في معجزة ، والحق به هذا التقصير عند دخول الشبهه لمن خاف منه من الأعداء ، وقلنا أيضاً أنه غير ممتنع أن يكون الإمام (ع) يظهر لبعض أوليائه فمن لا يخشى من جهته شيئاً من أسباب الخوف ، فإن هذا مما لا يمكن القطع على ارتفاعه وامتناعه ، وإنما يعلم كل واحد من شيعته حال نفسه ، ولا سبيل له إلى العلم بحال غيره . رابعاً : لا توجد ضرورة تقتضي مشاهدة أوليائه (ع) لأنه لا يجب على الإمام (ع) أن يتولى التصرف بنفسه في الأمور الظاهرية ، بل له تولية غيره ، كما فعل في زمان الغيبة الصغرى ، أو على نحو العموم كما فعل في الغيبة الكبرى ، فنصب الفقهاء والعلماء العدول العالمين بالأحكام للقضاء وإجراء السياسات وإقامة الحدود وجعلهم حجة على الناس ، فهم يقومون في عصر الغيبة بحفظ الشرع ظاهراً وبيان الأحكام ، ونشر المعارف الإسلامية ، ودفع الشبهات ، وبكل ما يتوقف على نظم أمور الناس وغيرها . الشبهة الرابعة : لماذا لم يجعل له (ع) نواباً خاصين في زمن الغيبة الكبرى ، كما كان الحال إيام غيبته الصغرى ؟ الجواب : عدم إدامة النيابة الخاصة منذ زمن غيبته الصغرى إلى غيبته الكبرى لسببين رئيسيين : الأول : ان النيابة عن الإمام ، سيما الخاصة منها ، مقام رفيع ، ، فربما ادعاها من ليس أهلاً لها ، من عشاق الرئاسة كذباً ، كما وقع في أواخر غيبته الصغرى ، والناس لا يستطيعون التمييز بين المدعي فيهم والصادق . الثاني : أن النيابة الخاصة كانت في الغيبة الصغرى مخفية . ولا يعرفها إلا الخواص ، فلو دامت لعُرفت ، وأصبح النواب في معرض الخطر . ويمكن القول أن الحاجة التي كانت زمن الغيبة الصغرى إلى ملاقاة الإمام (ع) والتشرف بخدمته لأخد المسائل والأحكام قد ارتفعت بوفور العلم من ناحيتهم (ع) ، ووصوله إلى الناس عن طريق النواب العامين فيقضي بذلك حوائجهم في المسائل الشرعية ، ولا ضرورة تقتضي وجود النواب الخاصين . الشبهة الخامسة : أن وجود الإمام (ع) لازم لبيان أحكام الدين وحقائقه ، وإرشاد الناس وهدايتهم ، فإن غيبة الإمام تناقض هذا الفرض ، بحيث لا يصل إليه أحد من الخلق ولا ينتفع به ، فما الفرق بين وجوده وعدمه ؟ وإذا كان الله تعالى يريد اصلاح البشرية بواسطة شخص فإنه القادر على خلقه عند اقتضاء الضرورة لذلك ، ولا حاجة إلى خلقه قبل وقته ، وقبل الأحتياج إليه بآلاف السنين ، وإذا جاز أن يكون اضافة الظالمين سبباً لغيبته بحيث لا يصل إلى مصلحتنا به ، حتى إذا زالت الإخافة ظهر ، فلِمَ لا جاز أن يكون اضافتهم له سبباً لأن يعدمه الله تعالى ؟ فإذا انقادوا وأذعنوا أوجده الله لهم ، فهو القادر على كل شيئ . الجواب : أولاً سبق وأن قلنا أن أول ما نقر به أننا غير قاطعين على ان الإمام (ع) لا يصل له أحد ولا يلقاه بشر ، فهذا أمر غير معلوم . ولا سبيل إلى القطع عليه . ثم إن الفرق بين وجوده غائباً متقياً أعدائه ، وهو في ذلك منتظر الفرصة ليتمكن من الظهور والتصرف ، وبين عدمه واضح لا خفاء به ، وهو الفرق بين أن تكون الحجة فيما فات من مصالح العباد لا زمة لله تعالى ، وبين أن تكون لازمة للبشر ، لأن المصالح قد فاتتهم عقيب ما فعلوه وألجأوه إلى الغيبة ، فكانت العهدة عليهم والذم لازماً لهم ، إما إذا أعدمه الله تعالى ، فيكون فوت المصالح باعدامه لازم لله تعالى ومنسوباً إليه وذلك منزه عن الله تعالى ، كما فعل اليهود بأنبيائهم ، فالذم عليهم لا على الله تعالى . ثانياً : إن من يقول بهذه الشبهه لم يدرك حقيقة معنى الإمامة ، وقد اتضح سابقاً أن مسؤولية الإمام لا تنحصر في بيان المعارف الإلهية بشكلها الصوري ، ولم يقتصر على ارشاد الناس الظاهرية ، فالإمام (ع) فضلاً عن توليه ارشاد الناس الظاهري يتصف بالولاية والأرشاد الباطني للأعمال أيضاً ، وهو الذي ينظم الحياة المعنوية ، ويتقدم بحقائق الأعمال إلى الله جل شأنه وتعالى ذكره . وبديهي أن حضور الإمام أو غيبته الجسمانية في هذا المضمار ليس له أي تأثير ، والإمام عن طريق الباطن يتصل بالنفوس ، ويشرف عليها ، وإن بَعُدَ عن الأنظار وخفي عن الأبصار ، فإن وجوده لازم دائماً ، وإن تاخر وقت ظهوره واصلاحه للعالم . الشبهة السادسة : إذا كان الخوف قد اقتضى أن المصلحة في استتاره وتباعده ، فقد تغيرت الحال إذاً في المصلحة بالإمام واختلف ، وصار ما توجبونه من كون المصلحة مستمرة بوجوده وامره ونهيه مختلفاً على ما ترون ، وهذا خلاف مذهبكم ؟ الجواب : إن المصلحة التي توجب استمرارها على الدوام بوجوده ، إنما هي للمكلفين ، وهي لم ، ولن تتغير ، وإنما اقتضى الخوف من الظالمين أ ن يكون من مصلحته هو(ع) في نفسه الأستتار والتباعد ، وما يرجع إلى المكلفين به لم يختلف ، ومصلحتنا وإن كانت لا تتم إلا بظهوره وبروزه ، فقد قلنا أن مصلحته الأن في نفسه في خلاف الظهور ، وذلك غير متناقض ، لأن من أخاف الإمام واحوجه إلى الغيبة ، وإلى ان يكون الأستتار من مصلحته ، قادر على أن يزيل خوفه فيظهر ويبرز ويصل كل مكلف إلى مصلحته ، والتمكن مما يسهل سبيل المصلحة تمكن من المصلحة ، فمن هذا الوجه لم يزل التكليف الذي الإمام لطف فيه عن المكلفين بالغيبة منه والأستتار . وهذا كما كان في استتارة الرسول (ص) بالغار وغاب عن قومه بحيث لا يعرفونه ، لأننا نعلم أن المصلحة بظهوره وبيانه كانت ثابته غير متغيرة ، ومع هذا الحال فإن المصلحة له في الأستتار والغيبة عند الخوف . الشبهة السابعة : أن استتار الإمام وغيبته على الدوام ، صار ذلك سبباً لنفي ولادته وانكار وجوده ، وكيف يجوز أ ن يكون إماماً للخلق وهو لم يظهر قط لأحد منهم ، على عكس أبائه حيث كانوا ظاهرين يفتون في الأحكام ويرشدون عند المعضلات ، وإن كانوا غير أمرين فيما يتعلق بالإمامة ؟ . الجواب / أما الأستتاروالغيبة فقد قلنا ان سببهما إخافة الظالمين ، ومن أخيف على نفسه فقد أحوج إلى الاستتار ، ولم تكن الغيبة على ما هي عليه الأن ، فقد كان ظاهراً لأوليائه غائباً عن اعدائه ، ولما اشتد الخوف وزاد الطلب ، استتر . واما كون ذلك سبباً لنفي ولادته (ع) ، فلم يكن سبباً لشئ من ذلك إلا بالشبهه وضعف البصيرة عن النظر الصحيح . وما كان التقصير داعياً إليه ، والشبهة سببٌ من الأعتقادات وعلى الحق فيه دليل واضح بادٍ لمن أراده ، ظاهراً لمن قصده ، وليس يجب المنع في دار التكليف والمحنة منه ، ألا ترى أن تكليف الله تعالى باق على من علم كفره ، وقد صار ذلك سبباً لاعتقادات كثيرة باطلة كالملاحده والمجبرة والثنويه وأصحاب التناسخ وغيرهم ، فالتقصير منهم لا من الله ، ولم يكن دخول الشبهة بهذه الأمور على من قصر في النظر ، وانقاد إلى الشبهة مع وضوح الحق له لو أراده موجباً على الله دفعها حتى لا يكلف المؤمنين ، ولا يؤلم إلا البالغين . وأما الفرق بينه وبين آبائه (ع) فواضح ، لأن خوف من يشار إليه بانه القائم المهدي الذي يظهر بالسيف ويقهر الأعداء ويزيل الدول والممالك لا يكون كخوف غيره ممن يجوز له مع الظهور والتقية وملازمة منزله ، وليس من تكليفه ، ولا مما سبق انه يجري على يده الجهاد واستيصال الظالمين المهدي (ع) وعلائم ظهوره : وردت الأخبار عن الرسول (ص) واهل بيته (ع) في بيان علائم الظهور وهي كثيرة جداً ، وهي ليست خرافات ولا كان القاؤها رجم بالغيب بل حقائق أخبر بها صادق عن صادق عن جبرائيل عن الله تعالى ، نعم منها ما هي خاصة ، ومنها ما هي عامة ، ومنها حتمية ومنها معلقة (غير حتمية) ، ومنها واقعة ومنها غير واقعة . أولاً العلائم الخاصة : وهي التي تختص معرفتها به (ع) ، ولا يكون لغيره نصيب فيها ومنها : - أن له
عِلْمٌ إذا حان وقت خروجه انتشر
ذلك العلم بنفسه ويخاطبه
بالخروج بامره تعالى . ثانياً
العلائم العامة : وهي التي لا
تختص معرفتها به (ع) ، بل يعرفها
عامة الناس ، فتكون علاميتها
للعموم أو لبعض الطوائف ، وتنقسم
إلى قسمين : باء / العلامات غير الحتمية ( وتسمى المعلقة ) : وهي التي تكون معلقة بارادة الله تعالى ومشئته ، فإذا تعلقت مشئته بها تقع ، وإلا فلا تقع ، بمعن أنها قد تقع لمصالح وقد لا تقع بسببها أيضاً ، وتنقسم إلى قسمين أيضا : القسم الأول : العلامات المعلقة الواقعة : وهي التي وقعت في الخارج على ما أخبر به المعصومون (ع) إلى زماننا هذا وهي كثيرة : الأولى :
البلايا العامة التي ابتلى بها
أكثر الناس في أكثر الأزمنه . القسم الثاني : العلامات المتعلقة غير الواقعة وهي التي لم تقع ، والتي يحتمل وقوعها ، ويحتمل التغيير والتبدل فيها بمشئته تعالى وهي كثيرة نذكر منها : الأولى :
توقف الشمس في وسط السماء من أول
الزوال إلى العصر . أما بشان خروجه وظهوره ، وما يحدث بعده ، فقد تواترت الأخبار من الفريقين عن الرسول (ص) وعن أهل بيته (ع) ، وأنه لابد من يوم ظهوره (ع) بالقوة ، حتى تجتمع أهل الأرض على شريعة الرسول (ص) . اللهم عجل فرجه ، وسهل مخرجه ، واجعلنا من أنصاره ومواليه ، واجعلنا من خير مرضييه ، أمين رب العالمين ، وصلِ اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين . [ الصفحة السابقة ] [ البداية ] |