سطحها الطبوغرافي

تتكون تربة الواحة الخصبة في الأغلب من مواد طينية سمراء ، وهي لا تزيد في عمقها على بضعة أمتار ، تليها الطبقات الضخرية ، التي تختزن المياه الجوفية ، وتبرز في بعض المواضع الطبقة الصخرية على شكل هضبات صغيرة ، وفي الأغلب تستوي مع سطح الأرض ، كما تشاهد في عدد من المواقع التي تقوم عليها القرى المنتثرة في الواحة ، وقد لوحظ أن تلك المواقع الضخرية تتخذ للمجمعات السكنية ومقراً لأهل القرية قديماً ، لا رتفاعها ونقائها من الرطوبة التي تزخر بها الأرض الزراعية ، ولعله رُوعي ذلك عند تأسيسها ، لتكون بعيدة عن رطوبة الواحة . والناظر إليها من الجو تتراءى له هذه القرى وكأنها بقع بيضاء منتثرة على بساط أخضر .

أما من الناحية الغربية من الواحة ، فتختلط تربتها بالرمال الزاحفة عليها من صحراء البيضاء ، وتشاهد التلال الرملية الصفراء على مقربة منها ، وهي غير ثابتة مستقرة ، إذ نراها تنتقل من محل إلى آخر ، متجهة نحو الجنوب ، بفعل الرياح الشمالية العاتية ، وأحياناً تزحف على الواحة ، فتغطي مساحة كبيرة من بساتينها ، حتى لا يرى إلا كرانيف النخل ، ولكنها ماتلبث أن تنحسر عنها في سنوات قليلة ، لتنتقل إلى مواضع أخرى ، متجهة شطر الجنوب .

كان يوجد في السابق قيل عام 1395هـ سلاسل رملية واسعة وكثيرة غرب واحة القطيف ن وعندما بدء مشروع ردم البحر لأتساع الرقعة العمرانية ، أزيلت كل تلك السلاسل الرملية وردم بها البحر ، وهذا ادى ألى تغيير بسيط في طبوغرافية الواحة .

أما من الناحية الشرقية فتقع الواحة على امتداد الساحل مباشرةً وكأنها شريط أخضر يمتد من الشمال إلى الجنوب ، وتلقي فضلات مياهها في البحر ، فإذا كان المد دخلت مياه البحر إلى تلك المصارف ، مما كان له أسوأ الأثر على خصوبة الأراضي الزراعية الساحلية ، وإذا كان الجزر انحسرت مياه البحر لمسافات شاسعة ، وكونت فضلات المياه أخواراً ، أشبه شيء بالأنهار الصغيرة في الأراضي البحرية .

وترتفع أرضها عن سطح البحر بضعة أقدام ، ويتراوح المد والجزر على سواحلها مرتين في اليوم ، ويبلغ المد أقصى ارتفاعه مرتين في الشهر القمري ، في أوله وفي منتصفه ، حتى يحاذي أراضيها الساحلية على ارتفاع ثلاثة أمتار ، واذا كان الجزر تحولت تلك الأراضي البحرية الموحلة إلى مزرعة تزخر بالنباتات البحرية .

وخليج القطيف غير صالح لرسو السفن الكبيرة التي يزيد غاطسها على ستة أقدام ، ولا تستطيع حتى في حالة المد الدخول سابقاً ، وتمتد الشعب الصخرية في البحر اتجاه المدينة لمسافة عشرة أميال .

وتقع في هذا الخليج جزيرة تاروت ، التي تبعد عن القطيف سابقاً بثلاثة أميال ، والتي تقدر مساحتها بأربعة أميال طولاً ومثلها عرضاً ، وهي لا تختلف في طبيعة أرضها عن الواحة كما توجد على بعد ميلين عن القطيف جزيرة صغيرة ، أقيم عليها برج ، يدعى (( أبو الليف )) يرجع بناؤه إلى عهد البرتغاليين ، وقد بني ليكون مركزاً دفاعياً .

أما في الوقت الحاضر وفي عام 1401هـ تقريباً فقد تغيرت خارطة المدينة ، فبعد أن كانت قلعه تحتل رقعة صغيرة يحيط بها سور , وتحف بها بعض الأحياء الصغيرة في شريط ساحلي صغير تكتنفه النخيل من كل جانب عدا جهة البحر الموالي للقلعة ، حيث كانت أمواج البحر ترتطم بجدران سورها .. أخذت المدينة في الشرق والشمال ، وسرقت المساحات الشاسعة من خليج كيبوس حتى اتصلت بجزيرة تاروت.. وكذلك الأمر بالنسبة لبقية المدن والقرى .

[ الصفحة السابقة ] [ البداية ]