ثانياً: ما يتعلق من ناحية السنة المحمدية الشريفة القطعية، فنقول : إن المفسرين والمحدثين قد اعتمدوا في إخراج نساء النبي صلى الله عليه وآله على الحديث الصحيح الوارد عن الرسول الأعظم (ص)، وقد اتفقت كلمة المسلمين أجمع، على أن السنة النبوية الشريفة تفسير وبيان لكتاب الله تعالى لرفع اختلاف الأمة في التفسير . وقد قام الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بتعريف أهل بيته بعناية لم ير مثلها إلا في أقل الموارد، حيث قام بتعريفهم بطرق مختلفة سيوافيك بيانها، كما أن للمحدثين والمفسرين وأهل السير والتاريخ عناية فائقة كاملة، بتعريف أهل البيت عليهم السلام، في مواضع مختلفة حسب المناسبات التي تقتضي طرح هذه المسألة، كما أن للشعراء الإسلاميين المخلصين في طوال قرون عناية بارزة، ببيان فضائل أهل البيت والتعريف بهم، والتصريح بأسمائهم على وجه يظهر من الجميع اتفاقهم على نزول الآية في حق العترة الطاهرة، وسنوافيك بنزر يسير من شعرهم في مختتم البحث إن شاء الله تعالى . كل ذلك يعرب عن أن الرأي العام بين المسلمين في تفسير أهل البيت هو القول الأول، وأن القول بأن المقصود منهم زوجاته، كان قولاً شاذاً متروكاً ينقل ولا ُيعتنى به، ولم ينحرف عن ذلك الطريق المهيع إلا بعض من اتخذ نفسه لنفسه تجاه أهل البيت موقفاً يشبه موقف أهل العداء والنصب . طرق تعريف النبي (ص) بأهل بيته المعنيين بآية التطهير قام النبي صلى الله عليه وآله، بتعريف أهل بيته بطرق ثلاثة، نشير إليها : الأول: صرح بأسماء من نزلت الآية في حقهم حتى يتعين المنزول فيه باسمه ورسمه: ومن هذه الطائفة : 1_ روى الثعلبي عن عائشة أنها عندما سئلت عن حرب الجمل وتدخلها في تلك الحرب المدمرة الطاحنة، قالت بأسف: كان ذلك قضاء الله، وعندما سئلت عن علي (ع) قالت: تسألني عن أحب الناس كان سول الله (ص)، وزوج أحب الناس كان على رسول الله (ص)، لقد رأيت علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً، وجمع رسول الله (ص) بثوب عليهم ، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، قالت: فقلت يا رسول الله أن من أهلك، قال تنحي فإنك إلى خير . 2_ ذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310هـ في تفسيره الكبير المسمى بـ "جامع البيان"، ( الجزء 22، صفحة5، طبعة مصر )، خمسة عشر حديثاً بأسانيد مختلفة. قال " اختلف أهل التأويل في الذين عنوا بقوله :" أهل البيت"، فقال بعضهم عني به رسول الله صلى الله عليه ( وآله) وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين ـ رضوان الله عليهم ـ ذكر من قال ذلك عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (ص) " نزلت هذه الآية في خمسة : فيّ وفي علي _ رضي الله عنه_ وحسن _ رضي الله عنه_ وحسين - رضي الله عنه- وفاطمة - رضي الله عنها-: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً" . وقد روى ذلك الحديث السيوطي في الدر المنثور نقلاً عن ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني، 5/198. 3_ عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة قالت " كان النبي عندي وعلي وفاطمة والحسن والحسين، فجعلت لهم خريزة فأكلوا وناموا وغطى عليهم عباءة أو قطيفة، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " . 4_ عن أبي عمار قال: " إني جالس عند واثلة بن الأسقع إذ ذكروا علياً- رضي الله عنه- فشتموه، فلما قاموا، قال : اجلس حتى أخبرك عن هذا الذي شتموه، إني عند رسول الله (ص) غداة جاء علي وفاطمة وحسن وحسين، فألقى عليهم كساء له، ثم قال:" اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً" . 5_ عن أبي سعيد الخدري، عن أم سلمة قالت:" لما نزلت هذه الآية " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً"، دعا رسول الله (ص) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فحال عليهم كساء خيبرياً فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً" قالت أم سلمة: ألست منهم؟ قال : انك إلى خير . 6_ عن عطية، عن أبي سعيد عن أم سلمة زوج النبي (ص) أن هذه الآية نزلت في بيتها" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً" قالت: وأنا جالسة على باب البيت، فقلت: أنا يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال: إنك على خير، أنت من أزواج النبي (ص). قالت: وفي البيت رسول الله (ص) وعلي والحسن والحسين- رضي الله عنهم- . 7_ أورد جلال الدين السيوطي في تفسيره الدر المنثور الجزء5، ص198، طبعة دار المعرفة-بيروت ، عشرين رواية من طرق متعددة في أن المراد من أهل البيت هم الخمسة_ صلوات الله عليهم_ . منها: روى السيوطي عن ابن مردويه، عن أم سلمة قالت:نزلت هذه الآية في بيتي" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً" وفي البيت سبعة: جبريل وميكائيل (ع)، وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، وأنا على باب البيت، قلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال " انك إلى خير، انك من أزواج النبي (ص) . 8_ روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين ج2 ص416، بأسانيد عن أم سلمة أنها قالت: في بيتي نزلت هذه الآية:" إنما يريد الله ليذهب عنكم أهل البيت ويطهركم تطهيراً" قالت: فأرسل رسول الله (ص) إلى علي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم أجمعين، فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، قالت أم سلمة: يا رسول الله ما أنا من أهل البيت؟ قال: إنك على خير، وهؤلاء أهل بيتي . وذكر رواية أخرى عن واثلة بن الأسقع ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ( وكذا في ج3 ص146 من الكتاب ط حيدر آباد)، أورد بهذا الإسناد أيضاً . وفي ( ج3 ص132 و147 و159)، وفي (ج2 ص150 و152) وفي اختصاص أهل البيت بعلي وفاطمة والحسن والسين عليهم السلام مما لا يخفى على متأمل منصف سليم القلب من الغرض والمرض . 9_ أخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التزيل 2/31، عن ابن عباس- رضوان الله تعالى عليه- ، قال في قوله { إنما يريد الله } الآية، قال: نزلت في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين . الثاني: إدخالهم تحت الكساء، ومنها : 1_ روى أبو جعفر الطبري في تفسيره، عن عائشة: خرج رسول الله (ص) ذات غداة وعليه مرط مرجّل من شعر أسود، فجاء الحسن فأدخله معه، ثم جاء علي فأدخله معه، ثم قال " إنما يرد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً " . 2_ روي السيوطي في الدر المنثور ( ج5، ص198، ط نشر دار المعرفةـ بيروت، قال: أخرج الطبراني عن أم سلمة-رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة- رضي الله عنها-: ائتني بزوجك وابنيه، فجاءت بهم، فألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم كساء فدكياً، ثم وضع يده عليهم ثم قال: اللهم هؤلاء أهل محمد - وفي لفظ آخر: آل محمد - فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد . قالت أم سلمة- رضي الله عنها- : فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه من يدي وقال: إنك على خير ) . وأخرج الحافظ الكبير أبو القاسم الحسكاني الحنفي "النيشابوري" من أعلام القرن الخامس في كتابه شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج2، ص10 إلى 92، أكثر من مائتي طريق في أن الآية نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين، صلوات الله وتحياته عليهم أجمعين . 3_ في مسند أحمد بن حنبل، من عدة طرق، وفي الجمع بين الصحاح الستة، عن أم سلمة، قالت: كان رسول الله (ص) في بيتي، فأتت فاطمة، فقال:ادعي زوجك،وابنيك، فجاء عليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، وكان تحته كساء خيبري، فأنزل الله: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً "، فأخذ فضل الكساء وكساهم به، ثم أخرج يده، فألوى بها إلى السماء، وقال: هؤلاء أهل بيتي . فأدخلت رأسي البيت، وقلت: وأنا معهم يا رسول الله ؟ قال: إنك إلى خير . انظر مسند أحمد ج4، ص107، وج6، ص292، وج1، ص330. والتاج الجامع للأصول ج3، ص247، وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أهل البيت، وقال الشبلنجي في نور الأبصار ص111 : وروي من عدة طرق صحيحة . وانظر الصواعق المحرقة ص140، وينابيع المودة ص19و20، ومستدرك الحاكم ج2 ص448، وج3 ص149، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد". وإسناد الراغبين في هامش نور الأبصار ص114، وذخائر العقبى ص7، وكنز العمال ج6 ص116، وإحياء الميت بفضائل أهل البيت للسيوطي في هامش الإتحاف ص 247، وفيض القدير ج6 ص297 . وسنوافيك على بقية المصادر حسب ما هو متوفر لدينا . 4_ روى مسلم في صحيحه، القسم الثاني من الجزء الثاني، ص116، طبعة 1348هـ قال: قالت عائشة: خرج النبي (ص) وعليه مرط مرجل - برد من برود اليمن - من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً" . 5_ أخرج أحمد بن حنبل في مسنده ج4 ص107، عن واثلة بن الأسقع أنه قال من جملة حديث:" أتيت فاطمة أسألها عن علي، فقالت: ذهب على رسول الله (ص)، فجلست انتظره حتى جاء رسول الله (ص) ومعه علي وحسن وحسين، آخذاً كل واحد منهما بيده، فأدنى علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه، واجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه - أو قال كساءه - ثم تلا " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً "، وقال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً " . 6_ الحاكم الحسكاني الحنفي في شواهد التنزيل ج2 ص15 ط بيروت سنة 1393هـ بإسناده عن البراء بن عازب قال: جاء علي وفاطمة والحسن والحسين إلى باب النبي فخرج النبي (ص) فقال ( فقام ) بردائه فطرحه عليهم وقال: اللهم هؤلاء عترتي . وفيه أيضاً في 2/31، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، قال:" جمعنا رسول الله في بيت أم سلمة: أنا وفاطمة وحسناً وحسيناً، ثم دخل رسول الله (ص) في كساء له وأدخلنا معه، ثم ضمنا، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. فقالت أم سلمة: يا رسول الله فأنا- ودنت منه- فقال: أنتِ فمن أنتِ ! وأنت على خير. أعادها ثلاثاً يصنع ذلك . وفيه بإسناده عن البراء بن عازب قال: جاء علي بن أبي طالب إلى باب رسول الله (ص) وفاطمة والحسن والحسين فخرج رسول الله (ص) وهو عرق فقال بردائه وطرحه عليهم وقال: اللهم هؤلاء عترتي . وفيه بإسناده عن جابر بن عبد الله أن رسول الله (ص) دعا علياً وابناه وفاطمة فألبسهم من ثوبه ثم قال: اللهم هؤلاء أهلي، هؤلاء أهلي . وفيه بإسناده عن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) في قول الله تعالى:" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً" قال: جمع رسول الله علياً وفاطمة والحسن والحسين ثم أدار عليهم الكساء فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً . وفيه أيضاً ، 2/17عن الحسن السبط الزكي (ع) قال: لما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله وإياه في كساء لأم سلمة خيبري، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً . وفيه أيضاً: بإسناده عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار عن أبيه قال: لما نظر النبي (ص) إلى جبرائيل هابطاً من السماء قال: من يدعو لي؟ من يدعو لي؟ فقالت زينب: أنا يا رسول الله، فقال: ادعي لي علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً، فجعل حسناً عن يمينه وحسيناً عن يساره وعلياً وفاطمة تجاههم، ثم غشاهم بكساء خيبري وقال: اللهم إن لكل نبي أهلاً، وإن هؤلاء أهلي فأنزل الله تعالى:" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً " فقالت زينب: ألا أدخل معكم قال مكانك، فانك على خير أن شاء الله . وفيه أيضاً: عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه قال: لما نظر رسول الله إلى الرحمة هابطة قال: ادعوا لي، فقالت زينب (صفية خ): من يا رسول الله؟ قال: علي وفاطمة والحسن والحسين، فجاء يهم فألقى عليهم (ص) كساءً له ثم رفع يده فقال: اللهم إن هؤلاء آلي فصل على محمد وآل محمد، وأنزل الله:" إنما يريد الله.." الآية . وفيه: بإسناده عن جميع بن عمير قال: انطلقت مع أمي إلى عائشة، فسألتها أمي عن علي فقالت: ما ظنك برجل كانت فاطمة تحته والحسن والحسين ابنيه، ولقد رأيت رسول الله (ص) التف عليهم بثوبه، وقال: اللهم هؤلاء أهلي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، فقلت يا رسول الله، ألست من اهلك؟ قال: إنك على خير . وفي رواية أخرى زاد " ولم يدخلني معهم " على ما تقدم . وفي رواية " تنحي فانك على خير . وفيه بإسناده عن أم سلمة زوج النبي (ص) أن رسول الله قال لفاطمة: أئتني بزوجك وابنيك، فجاءت بهم فألقى عليهم رسول الله كساءً كان تحتي خيبرياً أصبناه من خيبر، ثم قال: اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم انك حميد مجيد، قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه رسول الله من يدي وقال: إنك على خير. وفي رواية أخرى: قالت أم سلمة: أنا منهم يا رسول الله؟ قال: اجلسي مكانك فانك على خير. وأخرج الحاكم النيسابوري في المستدرك 3/172، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص93 ط الثانية، وأبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين ص51، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/146، وابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة 4/11، وكل هؤلاء رووا عن الإمام الحسن بن علي عليهما السلام، قوله في خطبة له بالكوفة، جاء فيها - كما في لفظ الحاكم الحسكاني-: فإنا أمراؤكم وضيفانكم وأهل بيت سّمى الله في كتاب { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً }. وغيرها من الروايات الواردة عن طريق العامة، تركنا ذكرها رعاية للاختصار . وأما من طرق الشيعة الإمامية- أعزهم الله تعالى - فكثيرة جداً، فلا نذكرها، لأنها ليست بشاهد على الخصم . الثالث: تعيينهم بتلاوة الآية على بابهم ، ومنها : 1_ روى الطبري في تفسيره، عن أبي الحمراء قال: رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد النبي (ص)، قال: رأيت النبي (ص) إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة فقال: الصلاة الصلاة، " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً " . وفي مسند أحمد ج3، ص259، أن النبي (ص) بقي على ذلك ستة أشهر . 2_ روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 2/47-52، عن أبي الحمراء، هلال بن الحرث من خدّام النبي صلى الله عليه وسلم، وهو القائل في حديثه- كما في شواهد التنزيل على اختلاف ألفاظه لتعدد الرواة عنه- خدمت النبي صلى الله عليه وسلم نحواً من تسعة اشهر، فما مر يوم يخرج فيه إلى الصلاة إلا جاء باب علي وفاطمة، فأخذ بعضادتي الباب، ثم يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الصلاة يرحمكم الله، { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } . 3_ وأخرج البخاري هذا المتن بتغيير يسير في تاريخه الكبير، الكنى، ص25 ط حيدرآباد، فقال: أبو الحمراء له صحبة، قال أبو عاصم: عن عباد أبى يحيى قال أبو داود: عن أبي الحمراء قال: صحبت النبي صلى الله عليه وسلم تسعة اشهر، فكان إذا أصبح كل يوم يأتي باب علي وفاطمة فيقول: السلام [ كذا] ( عليكم ظ) أهل البيت { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً }. ومن الغريب جداً ما نقرأه عند بن حجر في كتابه الإصابة- وقد اخطأ الإصابة في كثير من موارده في الإصابة ومنها ما ذكره- في ترجمة أبي الحمراء في الكنى، حيث قال: أبو الحمراء مولى رسول الله صلى الله عليه وآله، اسمه هلال بن الحارث، ويقال ابن ظفر، نقله ابن عيسى في تاريخ حمص، تقدم في الأسماء . قال البخاري: يقال له صحبة ولا يصح حديثه . انظر الإصابة 4/46 ط مصطفى محمد بمصر . أقول: لقد مر كلام البخاري في ترجمة أبي الحمراء، فقارن بينه وبين ما نقله عنه ابن حجر، لتعرف مبلغ مدى الأمانة، وليت ابن حجر ذكر ما ذكره البخاري من حديث أبي الحمراء ليتسق مع قوله المُفترى على البخاري ( ولا يصح حديثه)، لكنه لم يذكر الحديث، واكتفى بإصدار الحكم عليه ( وعلى هذا فقس ما سواها ) . نعود إلى حديث أبى الحمراء، فقد أخرجه غير من ذكرنا، ابن عبد البر في الاستيعاب ( بهامش الإصابة 3/572، 4/46) في موردين: في هلال بن الحمراء وفي الكنى ( أبو الحمراء ). والحبري في ما نزل من القرآن في أهل البيت ص71-77 . والهيثمي في مجمع الزوائد 9/168 . والطبري في تفسيره 22/6 . والسيوطي في الدر المنثور نقلاً عن الطبراني وابن مردويه 5/199 . 4_ أنس بن مالك من خدّام النبي صلى الله عليه وآله: وحديثه أخرجه من الحفاظ جمع كثير، من مفسرين ومحدثين وغيرهم، منهم: ابن أبي شيبة في المصنف، وأحمد في المسند، والترمذي في سننه وحسّنه، وابن جرير في تفسيره، والطبراني في معجمه الكبير، والحاكم في المستدرك وصححه، وابن مردويه في المناقب، وابن المغازلي الشافعي في المناقب، والبلاذري في أنساب الأشراف، وابن عساكر في تاريخه، والسيوطي في تفسيره، وغيرهم بصور متعددة وألفاظ متقاربة، منها: روى السيوطي: أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه، وابن جرير وابن المنذر والطبراني،والحاكم وصححه، وابن مردويه، عن انس-رضي الله عنه- أن رسول الله (ص) كان يمر بباب فاطمة-رضي الله عنها- ستة أشهر،إذا خرج إلى صلاة الفجر ويقول: الصلاة يا أهل البيت:" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً". وفي بعض صور الحديث: أن رسول الله كان يمر بباب فاطمة بعد أن بنى عليها علي بن أبى طالب بستة اشهر. كما عن البغوي والدارقطني وابن شاهين في فضائل فاطمة والحسكاني في شواهد التنزيل 2/14 . 5_سعد بن أبى وقاص الزهري: وأخرج حديثه ابن جرير في تفسيره، والحاكم أبو عبد الله في المستدرك، وابن مردويه في المناقب، والحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل، والسيوطي في تفسيره، والترمذي في صحيحه، ومسلم في صحيحه، والحمويني في فرائدهن وغيرهم بألفاظ متقاربة. منها: عن سعد أنه قال لمعاوية في المدينة: لقد شهدت عن رسول الله (ص) في عليٍّ ثلاثاً، لأن يكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النَعَم، شهدته وقد أخذ يدي ابنيه الحسن والحسين وفاطمة وقد جأروا إلى الله عز وجل وهو يقول: اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً . وفي لفظ آخر عنه: نزل على رسول الله (ص) الوحي، فأدخل علياً وفاطمة وابنيها تحت ثوبه، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل وأهل بيتي. وفي لفظ مسلم في صحيحه في باب فضائل علي عن عامر بن سعد قال: مرّ معاوية بسعد فقال: ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب ؟ فقال سعد: أمّا ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله (ص) فلا أسبّه - ثم ذكر حديث المنزلة وحديث الراية - وقال: ولما نزلت هذه الآية: { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً }، دعا رسول الله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً، وقال: اللهم هؤلاء أهلي . 6_ أبو برزة الأسلمي: وحديثه أخرجه الطبراني، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/169، قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة عشر شهراًً، فإذا خرج من بيته أتى باب فاطمة فقال: الصلاة عليكم { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } . [ الصفحة السابقة ] [ البداية ] |