تحصيل العلوم الدينية إن المنهج المتبع في تحصيل العلوم الدينية للمذهب الشيعي يترسم في الأسلوب المتبع في الحوزات العلمية في النجف الأشرق وقم ، ففي أول الأمر يختار طالب العلوم الدينية مدرساَ يخصص له وقتاً للدراسة كل يوم ، فيقوم الشيخ بتفهيمه الدرس ، وفي اليوم التالي يمتحنه فيه وهكذا يستمر في قراءته للكتاب ثم يجتازه لأخر ، متنقلاً من علم إلى علم ، وقد يقرأ الطالب على عدد من الأساتذة ، ويحضر عدداً من الدروس في اليوم الواحد ، وهذا عائد إلى جده ونشاطه وقدرته على الحفظ والإستيعاب . والكتب المقررة في هذا المنهج هي الأجرومية لابن جروم ، وقطر الندى لابن هشام ، وشرح الألفية لابن مالك ، والمغني لابن هشام وجميعها تختص بعلم النحو أما في علم الصرف فيقرأ كتاب النظام للنيسابوري ، وكتاب التصريح للرضي ، وفي علم المعاني والبيان والبديع كتاب المطول للتفتازاني ، وفي علم المنطق كتاب الحاشية لملا عبدالله وكتاب الشمسية للرازي ، وفي علم الكلام الباب الحادي عشر من كتاب المقدمات للمقداد الأسدي الحلي ، وكتاب شرح تجديد الأعتقاد للعلامة الحلي ، وفي علم الأصول كتاب المعالم للشيخ حسن بن الشهيد الثاني ، وكتاب القوانين للقمي وكتاب الكفاية للآخوند ، وكتاب الرسائل للمرتضى الأنصاري ، وفي علم الفقه كتاب الشرائع للمحقق الحلي ، وكتاب شرح اللمعة للشهيد الأول وكتاب المكاسب للمرتضى الأنصاري ، ، وفي علم الدراية كتاب معرفة الرجال للكشي ورجال المامقاني ، وفي علم الحديث الكتب الأربعة وهي : من لا يحضره الفقه لابن بابويه القمي ، وكتاب الكافي للكليني ، وكتاب التهذيب ، وكتاب الأستبصار وكلاهما للطوسي ، وقد يتوسع الطالب في دراسته فيقرأ زيادة على هذه الكتب للتعمق في المعرفة والتبحر في العلوم الدينية أو المراجعة ، ككتاب الحدائق للشيخ يوسف الأصم البحراني وكتاب الجواهر للشيخ محمد حسن الجواهري ، هذا بالإضافة للعلوم القرآنية كالتفسير وآيات الأحكام والتجويد ، وغيرهما من العلوم كالطب والفلسفة وعلم الفلك والرياضيات . وبعد أن ينتهي الطالب هذه المرحلة لم يبقى إلا حضور البحث الخارج حيث يتحلق الطلاب حول العلماء المجتهدين ، فيلقي الشيخ المحاضر عليهم بعض المحاضرات ، أو يثير مشكلة فقهية أو أصوليه ، وهنا تدور المناقشة حول كيفية الأستدلال والبرهنة العلمية عن طريق المحاورة ، فإذا أحس الأستاد المحاضر في بعض تلاميذه قدرة على استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة العقلية والنقلية واستيعابه لجوانب الموضوع منحه شهادة الأجتهاد ، وتارة يقدم الطالب بحثاً في بعض المسائل الفقهية فإذا وجد الأستاذ في الطالب ملكة وقدرة على الفهم والإستنباط بعد المناقشة منحه تلك الإجازة . وهي في حذ ذاتها تشبه إجازة الدكتوراه في الجامعات . وقد شهدت القطيف حركة علمية نشطة في أوائل القرن الثالث عشر والقرن الرابع عشر الهجريين ، وزخرت بالعلماء وطلاب العلم ، حتى كان يطلق عليه ( النجف الصغرى ) فقد حفلت بمدارس دينية عديدة تخرج منها عدد من الفضلاء ، الذين هاجروا إلى النجف الأشرف وتابعوا دراستهم حتى بلغوا رتبة الأجتهاد كالشيخ حسن علي البدر والشيخ عبدالله المعتوق والشيخ محمد بن نمر والسيد ماجد العوامي وبعض هؤلاء نهج نهج استاذه كالشيخ محمد بن نمر ، الذي انشأ مدرستين في العوامية والدبابية ، وحبس عليها بعض الأوقاف ، وكالشيخ عبدالله المعتوق الذي انشأ مدرسة علمية في جزيرة تاروت ، هذا إلى جانب الحلقات الدراسية المنتشرة بين طلاب العلم ، فلكل شيخ ثلة من التلاميذ ، يتلقون الدراسة عنده ، وهو في نفس الوقت يتابع دراسته لدى من هو أعلى مستوى منه وقد مضت فترة على القطيف كانت حافلة بكوكبة من العلماء والمجتهدين والأفاضل ، الذين اثروا الحركة العلمية والفكرية والأدبية ، كالشيخ علي عبد الجبار المتوفي 1287 هـ وأخيه الشيخ سلمان المتوفي 1324هـ والشيخ محمد بن نمر المتوفي 1348هـ والشيخ علي القديحي المتوفي 1340هـ والشيخ عبدالله المعتوق المتوفي 1362هـ والشيخ جعفر ابو المكارم المتوفي 1342هـ والشيخ علي أبي عبدالكريم الخنيزي المتوفي 1362هـ والشيخ علي أبي الحسن الخنيزي المتوفي 1363هـ والسيد ماجد العوامي المتوفي 1367هـ والشيخ على الجشي المتوفي 1376هـ والشيخ فرج العمران المتوفي 1398هـ والشيخ محمد صالح المبارك المتوفي 1395هـ . أما في الزمن الحاضر ، وبعد ان يدرس الطالب بعض العلوم البسيطة في تفسير القرآن وقواعد اللغة العربية وأحكام التجويد وغير ذلك من المقدمات البسيطة معتمداً على نفسه ، ينتقل الى أحد الحوزات العلمية في خارج البلاد . [ الصفحة السابقة ] [ البداية ] |