تكوينها الجيولوجي

يقرر الجيلوجيون أن شبه الجزيرة العربية كانت فيما مضى متصلة بالقارة الأ فريقية ، وقد تصدعت تلك القارة ، فانفجر منها شق ضخم ، يمتد من الشمال إلى الجنوب ، وتحول إلى وادٍ عميق ، ثم مالبثت مياه البحر في العصر الثلاثي أن اكتسبت ذلك الجزء المنخفض ، فتكون منه البحر الأحمر ، وقد نشأ من جراء ذلك الإنفصال ضغط كبير من شبه الجزيرة العرب ، فتكونت منه جبال زاجروس الإيرانية ، التي توازي الخليج العربي ، ثم تعرض هذا الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية إلى هبوط مستمر ، وخضع إلى عمليات ترسيب عديدة ، وتناوبها الغمر والانحسار في فترات متعاقبة ، وكان للتقلبات الجيلوجية وتناوب الغمر والإنحسار التي غلفت بقايا الحيوانات والنباتات أبعد الأثر في تكوين حقول الزيت .

وتتألف ثلثا هذه المنطقة من طبقات رسوبية ، تحولت على مرور الزمن بفعل الضغط والإنصهار إلى طبقات ضخرية ، بعضها فوق بعض ، وتتكون هذه الطبقات من أحجار طينية أو كلسية أو جيرية وتكثر هذه الضخور في الأراضي التي وجد فيها البترول .

وحقول الزيت تقع في نطاق الضخور الرسوبية الأيوسينية والكريتاسية والجوارسية ، ومن الملاحظ أن تلك الطبقات الأقدم قد توجد فوق الطبقات الأحدث منها ، كطبقة العصر الأيوسيني التي تعود إلى 60 مليون سنة ، حيث نراها فوق طبقتي العصر البليوسينى نتيجة للتقلبات الجيلوجية ، التي جعلت عاليها سافلها .

أما المياه الجوفية فتكمن في طبقات من الصخور الجيرية والأيوسينية القريبة من سطح الأرض نوعاً ما ، وهي تختزنه في هذه الطبقة ، التي تعود إلى العصر الأيوسيني ، وتظهر على شكل ينابيع غريزة ، لتشق الضخور التي تعلو الطبقة الأيوسينية الحاملة للمياه ، وتتفجر الينابيع أثناء الحفر وأحياناً تظهر قريبة من سطح الأرض ، كالينابيع البحرية التي يستقي منها الغواصون .

أما المياه القريبة من سطح الأرض فيبدو أنها نتيجة تسرب سيول الأمطار المتحدة من أعالي نجد وأوديتها ، بعد أن تغور في الرمال ، ثم تظهر قريبة من سطح الأرض إلى الشرق من منطقة الصمان ، وتشكل حسياً ، ومنها جاءت كلمة الأحساء وهي جمع حسي ، وهي التي تمد الآبار القليلة العمق في منطقة القطيف والأحساء وصحراء البيضاء .

وواحة القطيف غنية بهذه الينابيع وبالطبقات التي تختزن المياه ، كما أنها تقع على بحر من الزيت ، يمتد من الشمال إلى الجنوب ، وتجثم على هذا الحقل المعروف بحقل القطيف وفقاً لما تحدده الخرايط الجيلوجية الرسمية .

وتأثر منسوب المياه الجوفيه تإثراً واضحاً ، وإلى عام 1410هـ كانت هناك بعض العيون والينابيع التي تسقي النخيل بدون الحاجة إلى استخدام مواطير الشفط ، أما الأن فقد غارت جميع عيون الواحة ، وأخد المزارعون يستخذمون مواطير الشفط والتي لا تفيد في بعض الأحيان ، ويرجح الناس في واحة القطيف أن سبب انخفاض منسوب المياه الجوفية في واحة القطيف إلى ما تقوم به شركة ارامكو السعودية من حقن ابار الزيت بكميات ضخمة من المياه الجوفية ، وذلك من أجل رفع الزيت ( الزيت يطفو فوق الماء ) وهذا ادى إلى إضاعة المياه الجوفية الموجودة في باطن الأرض ، والسبب الأخر هو قلة مياه الأمطار وندرتها ، و انتشار عملية حفر الأبار غير المصرح بها في بيوت المواطنين والمزارع .

[ الصفحة السابقة ] [ البداية ]