النور الرابع عشر السيدة الطاهرة فاطمة بنت الرسول (ص) صلوات الله عليها وآلها الطاهرين نسبها الشريف : هي ثاني ( الرابع عشر ) من المعصومين عليهم السلام ، المعصومة من الذنوب ، والمطهرة من العيوب ، كأبيها (ص) وكبعلها ، وأولادها الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين ، بقية النبوة ، وناموس الله الأكبر ، الصديقة الطاهرة ، حبيبة قلب خاتم الأنبياء ، سيدة النساء ، وحليلة سيد الأولياء ، ومشكاة أئمة الهدى ، البتول العذراء فاطمة الزهراء بنت محمد الرسول (ص) صلوات الله وسلامه عليها . خديجة الكبرى عليها السلام : وأما من جهة الأم فأمها خديجة بنت خويلد (ع) بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ، فتلتقي خديجة (ع) بالرسول (ص) في الجد الرابع وهو قصي وأم خديجة (ع) من الفواطم التسع ، وهي فاطمة بنت زائد بن الأصم ، وينتهي نسبها إلى عامر بن لؤي ، ولؤي هو جد الرسول (ص) الثامن . وخديجة (ع) من أحسن النساء جمالاً ، واكملهن عقلاً ، وأتمهن رأياً ، واكثرهن عفة وديناً وحياءً ومروة ومالاً ، روي أن الرسول (ص) قال - كما في شجرة طوبى - [ إن الله اختار من النساء أربعة ، مريم بنت عمران وأسية بنت مزاحم ، وخديجه بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ] ، وقال (ص) على ما روى صاحب شجرة طوبى أيضاً -[ اشتاقت الجنة إلى أربع من النساء ، مريم بنت عمران ، وأسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة الزهراء بنت محمد ] وفي الخبر عن المصدر السابق عنه (ص) " ما كمل من النساء إلا أربعة ، مريم وأسية وفاطمة وخديجة زوجة النبي في الدنيا والآخرة " . وهي المرأة الجليلة النبيلة الأصيلة ، العقيلة الكاملة العاقلة الباذلة ، العالمة الفاضلة ، العابدة الزاهدة الحازمة ، والحبيبة لله وسوله ولوليه المختار من النساء والصفية البيضاء ، حليلة الرسول وأم البتول ، صفوة النساء الطاهرات ، وسيدة العفائف المطهرات أفضل أمهات المؤمنين ، وأشرف زوجات الرسول الأمين ، وأول من أمنت من النساء ، واسبقهن بعبادة رب الأرض والسماء ، سيدة النسوان بعد ابنتها ، وخاصة الرسول وخلاصة الإيمان ، وأصل العز والمجد وشجرة الفخر والنجد ، والسابقة إلى الإسلام والدين ، في العاجلة والأخرى ، مولاتنا وسيدتنا أم المؤمنين خديجة الكبرى ، وهي أميرة عشيرتها وسيدة قومها ، ووزيرةُ صدقٍ لرسول الله (ص) ولدت (ع) قبل عام الفيل بخمس عشر سنة على قول وقيل قبل عام الفيل بثلاث سنوات وهو ما رجحه الكثيرون ، باعتبار أن عمرها حين زواجها من الرسول (ص) ثمان وعشرون سنة ، لا كما قاله بعضهم من ان عمرها (ع) أربعين سنة انذاك ، وعمر الرسول (ص) أنذاك خمس وعشرون سنة ، إذاً فتكبره ( ص) بثلاث سنوات ، وللمزيد انظر سيرة الرسول (ص) ج2 ، ص114 ، ط4 ، 1415 هـ . أما زواجها فعلى
التحقيق ، أنها تزوجت الرسول (ص)
ولم تتزوج قبله ، وإن قيل أنها
تزوجت برجلين قبله وهما عتيق بن
عائذ بن عبدالله المخزومي ، وأبو
هالة التميمي ولها منهما بعض
الأولاد . وختلفوا في
كون هند الذي ولدته خديجة هو ابن
هذا الزوج أو ذاك ، فإن كان ابن
عتيق ، فهو ذكر وإلا فهو انثى ،
وأنه هل قتل مع الإمام علي (ع) في
حرب الجمل ، أو مات بالطاعون
بالبصرة . ومن جملة شؤنها أنها كانت أول امرأة آمنت برسول الله (ص) ، وقد شيد الله دينه بمال خديجة ، كما روي عنه (ص) ( ما قام ولا استقام ديني إلا بشيئين مال خديجة وسيف علي بن ابي طالب ) (ع) ، وكان لها ثمانون ألف أبل ، كانت تؤجر وتكري ، من بلد إلى بلد ، فبذلت تلك الأموال والجواري والعبيد لرسول الله (ص) . حتى بقيت تنام هي ورسول الله (ص) في كساء واحد ، لم يكن لهما غيره . ومن جملة شؤونها أيضاً أن الله بلغها السلام عن طريق جبرائل (ع) وجعل بطنها وعاءً للإمامة . توفيت سلام الله تعالى عليها يوم العاشر من شهر رمضان المبارك السنة العاشرة من البعثة الشريفة ، وبعد وفاة أبي طالب بثلاث أيام ، في عام الحزن ، ولها من العمر الشريف ثلاث وخمسون سنة ، ودفنت بمكة المكرمة ، في مقابر قريش . أسماء الزهراء عليها السلام : فاطمة وسميت بذلك لأنها فطمت شيعتها ومحبيها من النار ، وتتولى الشفاعة من أبيها (ع) لهم ، رزقنا الله شفاعتها ، الزهراء ، الأنسية الحوراء ، الصديقة ، المباركة ، الطاهرة ، الزاكية ، الراضية ، المرضية ، المحدثة ، البتول ، العذراء ، مشكاة الضياء ، البضعة ، سيدة النساء ، أم الأئمة ، الحَصان ، الحرة ، الصديقة الكبرى ، المنصورة ، النورية ، السماوية ، الحانية ، وغير ذلك . ولادتها عليها السلام : ولدت سلام الله تعالى عليها في مكة المكرمة يوم الجمعة العشرين من شهر جمادى الأخرة ، بعد بعثة أبيها (ص) بالنبوة بخمس سنوات ، وقريش تبني البيت ، فيكون بثلاث سنين بعد الأسراء على المشهور ، أي قبل الهجرة بثمان سنوات ، أي السنة الخامسة والأربعون من عام الفيل ، وهذا هو المشهور . وقيل أنه
بالحساب الواقعي بأربع سنين
وعشرة شهور وخمسة وعشرين يوماً
بعد البعثة ، أو ثلاثة أيام بدل
الخمسة والعشرين والقول الغير
المشهور كونه بسنة أو بسنتين بعد
البعثة . وقد ولدت عليها السلام يوم الجمعة وقت الصبح ، أي في أخر جزء من ليلة الجمعة ، وهي الساعة الأخيرة التي هي أفضل الساعات ومحل استجابة الدعوات ، ووجه اختصاص تولدها بتلك الساعة لعلة تكون مستورة عن عيون الأجانبة . نقش خاتمها : قيل أن نقش خاتمها " الله ولي عصمتي " ، وقيل كان خاتمها من الفضة ونقشه " نعم القادر الله " وقيل أمن المتوكلون " وقيل أن نقش خاتمها هو نقش خاتم سليمان بن داوود (ع) " سبحان من الجم الجن بكلماته " . وذكروا أن لنقش هذه الكلمات في فص الخاتم تأثيراً عجيباً لدفع الأعداء ، وحفظ الأموال والأولاد والبدن ، وعن شر الأنس والجن ، وجميع المكاره والأفات والأسواء والبليات . مقامها سلام الله عليها : هي سيدة نساء العالمين ، واحب الناس إلى رسول الله (ص) فقد كانت عنده (ص) كقلبه ومهجته وروحه التي بين جنبيه ، وكان (ص) يعظمها غاية التعظيم بأمر من الله تعالى ، حتى إذا دخلت عليه كان (ص) يقوم على قدميه احتراماً لها ، ويستقبلها ويقبل يدها وخدها (ع) ثم يضمها إلى صدره الشريف ويقول - كما روي - " إني أشم رائحة الجنة من ابنتي فاطمة (ع) ، فإنها قد تكونت من فاكهة من فواكه الجنة أطعمنيها الله تعالى ليلة المعراج ، وإنها الأنيسة الحوراء " . ثم يجلسها في مكانه ، ويجلس هو قدامها أو بجانبها ، حتى حسدتها بعض نسائه (ص) . ولها (ع) معجزات كثيرة وآيات باهرة تدل على عصمتها وطهارتها ، وعلو شانها وسمو مقامها مما لا يتسع المقام لذكرها ، حتى أن وجهها (ع) كان يزهر لأمير المؤمنين (ع) من أول النهار ، كالشمس الضاحية ، وعند الزوال كالقمر المنير ، وعند غروب الشمس كالكوكب الدري ، ولذا سميت بالزهراء (ع) ، ومن أهل بيت ، أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم من الرذائل تطهيرا ، وأنزل في مدحههم آيات وسوراً كثيرة في القرآن الكريم ، كآية المباهلة ، وسورة " هل أتى " . وهي الشفيعة الكبرى في القيامة وقد أذعن بفضائلها المخالف والمؤالف ،وإن من أحبها فقد أحب الله ورسوله ومن أبغضها فقد أبغض الله ورسوله ، ومن أذاها فقد آذى رسوله ومن آذى رسول الله (ص) فقد آذى الله ، ومن آذى الله تعالى فعليه لعنة الله تعالى ، ولعنة المرسلين والملائكة والناس أجمعين ، ومن لعنه الله فقد أدخله ناره وبئس القرار ، ومن أسخطها فهو في غضب الله تعالى . وبعد فكفاها مقاماً أنها بنت سيد المرسلين ، وكفاها جلالاً أنها زوجة سيد الوصيين ، وكفاها عزاً أنها والدة الأئمة المعصومين سادة الخلائق أجمعين ، وكفاها كرامة أنها بنت أم المؤمنين خديجة الكبرى بنت خويلد ،التي كانت أول من أمن بالرسول (ص) من النساء- كما ذكرنا - والتي بذلت نفسها وجميع ما تملكه ، في نصرة رسول الله (ص) ، وإعلاء كلمة الإسلام ، حتى قال (ص) على ما روي وكما تقدم " إنما قام هذا الدين بسيف علي (ع) ومال خديجة (ع) " . وهي سيدة الحجاز . بل يكفي الزهراء (ع) فخراً أنها وأمها ، إثنتان من أربع نسوة من سيدات نساء الجنة ، أما الأُخريان فهما أسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ، والدة المسيح (ع) ، وفاطمة (ع) أفضلهن مطلقاً . وكان لها (ع) خصائص ومعجزات مفصلة في مواضعها ، مثل كونها بعد ولادتها تنشأ في اليوم كالجمعة - أي الأسبوع - وفي الجمعة كالشهر ، وفي الشهر كالسنة ، ومثل تنور جمالها ، وظهور نور وجهها كل يوم لعلي (ع) ثلاث مرات - على مامرّ . وانها كانت
أبداً بتولاً عذراء ، وكانت تدعو
في أدعية صلاة الليل أولاً
لجيرانها ثم لنفسها ، فسألها
الحسن (ع) في ذلك فقالت : يا بني
الجار ثم الدار . ولا غرو أن يوحى للزهراء (ع) وتكلمها الملائكة ، ويُرَّد على من ينكر ذلك في حق الزهراء ، بان حشرات النحل قد أوحيَ لها وذلك في قوله تعالى (( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخدي من الجبال بيوتا )) سورة النحل اية 68 وإلى الحواريين كذلك (( وإذ أوحيت إلى الحواريين أن أمنوا بي وبرسولي )) سورة المائدة اية 111 ، وأوحى الله كذلك إلى أم موسى (ع) في قوله تعالى (( وإذ أوحينا إلى أمك ما يوحى )) طه اية 38 ، وفي قوله تعالى (( وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه )) سورة القصص اية 7 ، بل أوحى الله تعالى إلى السموات في قوله تعالى (( فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها )) سورة فصلت اية 12، وإلى الأرض أيضاً في قوله تعالى (( بأن ربك أوحى لها )) سورة الزلزلة اية 5 . ولا أدري ، لماذا تقوم قيامتهم إذا قلنا بأن الزهراء(ع) يوحي لها ، أو الأئمة (ع)؟! . وقد أثبت الله سبحانه وتعالى ، أنه جل جلاله يوحي إلى من يشاء من خلقه ، فقد أوحى إلى أم موسى (ع) وإلى أصحاب عيسى (ع) الحواريين بل ثبت في القرآن الكريم أن مالا يعقل يوحى إليه ، كالنحل والسموات والأرض , وآل محمد (ع) بشر يعقلون ، فما وجه الغرابة في أن يوحى لهم ، والله سبحانه وتعالى قرر في كتابه المجيد ، أنه أرسل روحه إلى مريم (ع) كما أشار في الأية 17 من سورة مريم . وقد قرر الله تعالى أن اتصاله بالبشر يكون عن ثلاث طرائق ، إما بالوحي ، أو من وراء حجاب أو ارسال رسول . فإذا كانت السماوات والأرض والحشرات يوحى لها وهي لا تعقل ، وإنما هي عبارة عن غازات وأحجار وماء لا تتكلم ولا تتحرك ، وكذلك أصحاب عيسى (ع) بشر عاديون ليسوا بانبياء ، وكذلك أم موسى ليست بنبيه بل هي امرأة ، فما وجه نفي الوحي عن أهل بيت الرسالة ، وهم بشر ، بل أفضل البشر قاضبة ؟ فإن من أوحى لاحجار وحشرات ، لقادر على أن يوحي لأفضل بريته بعد رسوله (ص) . وإذا رجعت إلى مروياتهم 0 لرأيت العجب العجاب في نزول الوحي على محبيهم ، أو أن الرسول (ص) يظن أن الوحي قد نزل على فلانة ؟! إذا تأخر عنه (ص) ، فراجع وافهم . والزهراء أم الأئمة النقباء النجباء ، وانجب الورى من بين النساء ، ساطعاً عطر الجنة من بين ثدييها ، ورسول الله (ص) كان يمس وجهها ، ويشم صدرها كل يوم وليلة . و يلتدُ من استشمامها ، ولذا كانت تسمى ريحانة نفس النبي (ص) ومهجتها وبهجتها . ويختص بها التسبيح المشهور بتسبيح فاطمة الزهراء (ع) ، مع فضائله المشهورة ، وهو مستحب مؤكد عند النوم ، وبعد الصلاة المفروضة اليومية ، وكانت تتكلم مع أمها (ع) في بطنها ، وامتلأت الأرض حين ولادتها من الأزهار والرياحين وغيرها ، وتنور جميع الموجودات من نورها حين ولا دتها . وكانت إذا اشتغلت ببعض الأمور حين الحاجة إلى الرحى ، والأشتغال بها ، تتحرك الرحى التي في دارها بلا محرك ، وتُطرح الحنطة بنفسها في الرحى ، وقد كانت تدخل يدها في قدر الطعام حين الغليان وتقلبها كالمغرفة . واُتيت إليها في محرابها بالمائدة من الجنة مراراً عديدة ، كمريم في موارد متعدده مفصلة في الأخبار المأثورة ، وكانت تجعل رغيفين مع قطعة اللحم في طرف ، وتظهر منه طعاماً معطراً ، يشبع الخلق الكثير مع بقائه على حالته . وظهرت لها أربع جوارٍ من الجنة : سلمى لسلمان ، وذرة لأبي ذر ، ومقدودة للمقداد ، وعمارة لعمار ، - كما ورد في الأخبار - أنها (ع) أظهرت لسلمان من رطب الجنة ، ولم يكن له نواة ، وعلمته دعاء الحمى الذي أوله " بسم الله النور " وقد اشتفى به أكثر من ألف نفر بالمدينة المنورة . وكانت (ع)
تغلي القدر بلا نار ، ويتلألأ من
كسائها النور الذي رهنته عند
اليهودي ، حتى أشرق نوره على
الحيطان والجدران ، وأسلم جماعة
كثيرة من هذه الجهة ، وغير ذلك من
الكرامات والمعجزات .
مجمل حياتها وسنوات عمرها عليها السلام : ولدت
(ع)- كما ذكرنا سابقاً - في
العشرين من جمادى الثانية ، بعد
البعثة بخمس سنوات ، أي أنها ظلت
في مكة المكرمة ثمان سنوات ، ثم
هاجرت مع على (ع) إلى المدينة
المنورة ، مع الفواطم ، ثم زوجها
رسول الله (ص) من علي (ع) بعد
مقدمها المدينة بما يقرب من سنة
وثلاثة أشهر . وقد بقيت (ع) في بيت زوجها أمير المؤمنين (ع) ، حتى قبض الرسول (ص) وكان لها من العمر ثماني عشر سنة . وقد عاشت بعد أبيها (ص) على أشهر الروايات خمسة وسبعين يوماً ، وعلى رواية أخرى مشهورة ، أربعين يوماً فقط ، مظلومة عليلة ، باكية العين ، ناحلة الجسم ، منهدة الركن ، مسلوبة حقها مهضومة أرثها يغشى عليها ساعة بعد ساعة . وباعتبار
ولادتها في العشرين من شهر جمادى
الثانية السنة الثامنة قبل
الهجرة ، واستشهادها في الثالث
عشر من شهر جمادى الأولى سنة
أحدى عشر للهجرة ، على الرواية
الأشهر الخمسة والسبعين يوماً ،
يكون مقدار عمرها الشريف سبع
عشرة سنة ، وعشرة أشهر ، وثلاثة
وعشرين يوماً . أولادها عليها السلام : كان للزهراء (ع) خمسة أولاد : الأول والثاني الحسن والحسين (ع) ولها أحد عشر سنة أو اثنتا عشر سنة . والثالث
: زينب الكبرى ، وكانت من الفصاحة
والبلاغة والزهد والعبادة
والفضل والشجاعة ، اشبه الناس
بأبيها وأمها، وقد ولدت (ع) في
الخامس من شهر جمادى الأولى ، في
السنة الخامسة للهجرة الشريفة ،
وكانت بعد شهادة الحسين (ع) أمور
أهل البيت بل جميع بني هاشم
قاطبة بيدها ظاهرياً ، وخطبها
ومكالمتها مع يزيد وابن زياد
لعنهما الله ، مشهورة مأثورة
مذكورة في كتب الأحتجاج والخطب ،
وكانت زوجة لعبدالله بن جعفر بن
أبي طالب (ع) وكان لها منه ولدان
استهدا في الطف بين يدي الحسين (ع)
. الرابع : زينب الصغرى المكناة بأم كلثوم التي اختلف الأخبار فيها . الخامس : المحسن وكان قريباً بالوضع ، فسقط بصدمة الباب حينما عُصرت الزهراء (ع) ، وفي هذا المقام تفصيلات لا تليق بهذا المختصر . استشهادها عليها السلام : قبضت (ع) بعد الأحداث التي مرت بها بعد شهادة والدها (ص) وتلك الخطبة التي ألقتها في المسجد من وراء ستار ، إضافة لخطبتين أخريين ، ولعلك تدرك تلك الأحداث بمجرد تصفح تلك الخطبة . وقد
اختلف في يوم وفاتها وفي مكان
دفنها ، فمن قائل أنها عاشت بعد
أبيها بأربعين يوماً ، ومن قائل
أربعين يوماً ، أو خمسة وتسعين ،
أو مائة ، أو ثمانية أشهر . الرواية الأولى : أنها عاشت بعد أبيها أربعين يوماً ، ويوافق يوم شهادتها الثامن من شهر ربيع الثاني سنة إحدى عشرة للهجرة وهي مشهورة . الرواية الثانية : أنها عاشت بعد أبيها خمسة وتسعين يوماً ، ويوافق اليوم الثالث عشر من شهر جمادى الأولى لسنة إحدى عشرة للهجرة الشريفة ، وهي الأشهر ، فالأفضل إقامة عزائها (ع) في هذين اليومين كما هو المعمول عندنا . وقد
قبضت (ع) ما بين المغرب والعشاء
على المشهور وقيل بعد موهن من
الليل ، وقيل بعد الظهرين وقت
العصر ، ولها من العمر ما عرفت من
قبل . وقد
كانت (ع) اعتلت بما جرى عليها بعد
استشهاد والدها (ص) بسبعة وعشرين
يوماً . وروى الأنصاري في اللمعة ، أن الإمام علي (ع) لما أقبل وهي تجود بنفسها ، أوصته بوصاياها ، ثم أنشات تقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وما أحسن ما قيل . [ الصفحة السابقة ] [ البداية ] |