الـــــمـــنـــــاخ

كان لوقوع مدينة القطيف على الساحل مباشرة من الجانب الشرقي ، والتفاف الصحراء القاحلة حولها من الجوانب الأخرى .. أثر كبير في تكوين مناخها ، فعندما تهب الرياح الشرقية من البحر ، والرياح الجنوبية المشبعة بالرطوبة ، والتي تفد إليها من خليج العقير ترتفع نسبة الرطوبة في مناخها حتى تصل إلى 90% بالمئة في فصل الصيف ، وتبعاً لذلك ترتفع درجة الحرارة وتصل إلى 44 درجة مئوية ، ويكون الطقس مزعجاً ، وتصل الحرارة اقصى درجاتها خلال الفترة التي تمتد من منتصف يونيو حتى منتصف سبتمبر ، أما في فصل الشتاء فتنخفض الحرارة ليلاً إلى خمس درجات مئوية ، وقلما تصل إلى الصفر ، أما اثناء النهار ففي الغالب تتراوح درجات الحرارة مابين 25 و 18 درجة مئوية .

ويتأثر الطقس من ناحية الحرارة والبرودة بتغير اتجاه الرياح تأثراً كبيراً ففي فصلي الشتاء والصيف وأثناء الليل والنهار ، إذا هبت الرياح الشمالية أو الغربية الوافدة ، من الصحراء تخف الرطوبة إلى درجة كبيرة ، وتنخفض حدة الحرارة في فصل الصيف ، ويكون الطقس محتملاً ، كما تزداد البرودة في فصل الشتاء ، فيكون البرد قارسا ، وبالعكس حينما تهب رياح الكوس يكون الطقس دافئاً .

وتهب عليها رياح موسمية حارة خلال شهري مايو ويونيو ، تعرف بالبوارح ، وتحمل معها الأتربة والغبار ، ولها تأثير كبير على نضج البلح ، أما الرياح الاعتيادية فلها مسميات أخرى ، فالرياح التي تهب منذ طلوع الشمس من الشرق ، والمعروفة في اللغة العربية بالصبا والقبول ، أو من الجهة الجنوبية والتي تعرف - لغةً - بالجنوب .. تسمى كلها (( الكوس )) محلياً ، وهي دافئةً تحمل نسبة كبيرة من الرطوبة ، أما التي تهب من ناحية الشمال فتسمى شمالاً ، وهي جافة في فصل الشتاء ، ملطفة للطقس في فصل الصيف ، وهناك الرياح الغربية ، التي تسمى (( الدبور )) في اللغة ، وتفد من الصحراء أثناء الليل وتستمر حتى الصباح ، وتكون جافة عليلة الا نسام . أما ريح الكباء المتغيرة الاتجاه ، فغالباً ما تهب عند خروج الشتاء ، أو أثناء فصل الربيع وتضايق الملاحين ، وربما سببت كوارث .

ويحل موسم الأمطار خلال فصل الشتاء بشكل متقطع ولا يتجاوز معدله في الأغلب عن 2.47 بوصة ، وقد يزيد هذا المعدل أضعافاً في بعض السنوات ، كما يحدث هطول الأمطار خلال شهري نوفمبر وديسمبر ، وأحياناً في شهري مارس وابريل على نحو الندرة فتؤثر على طلع النخيل وثمار الأشجار والمحاصيل الزراعية ، فتسبب لها أضراراً .

[ الصفحة السابقة ] [ البداية ]