النور السادس الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام
نسبه الشريف : هو باقر علوم
الأولين والأخرين ، ووارث جده
خاتم النبيين (ص) ، ومشيد شريعة
جده سيد المرسلين ، ومن أوصى له
بالخلافة والإمامة بعده أبوه
زين العابدين (ع) وخليفة الرسول
الخامس ، وهو الذي قيل بشأنه أن
رسول الله (ص) قال لجابر بن
عبدالله الأنصاري (رض) : إنك
ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن علي
.....(ع) أسمه أسمي وشمائله شمائلي
، يبقر علم الدين بقراً ، أي يشقه
شقاً ، فإذا لقيته فاقرأه مني
السلام . مــــــولـــــــده: ولد الباقر (ع) في المدينة المنورة ، يوم الجمعة الأول من شهر رجب المرجب ، من السنة السابعة والخمسين من الهجرة النبوية الشريفه . كــــنيته وألـقـــــابه : أما كنيته فهو (( أبو جعفر )) وأما القابه ، فهي: "باقر العلوم " و تخفف فيقال "الباقر " ، والشاكر لله ، والهادي . عمره وحياته بشكل عام : عاش (ع) سبعاً
وخمسين سنة ، منها ثلاث سنوات مع
جده الحسين (ع) ، وبعدها مع أبيه
الإمام السجاد (ع) خمساً وثلاثين
سنة إلا شهرين ، ثم كانت إمامته (ع)
بعد وفاة أبيه تسع عشرة سنة
وشهرين ، فعمره (ع) بمقدار سنوات
عمر جده الحسين (ع) وأبيه السجاد (ع)
. ولقد نص على إمامته وخلافته الإمام زين العابدين عليهما السلام في كثير من المناسبات منها قوله : ألا وأنه الإمام أبو الأئمة معدن العلم ، يبقره بقراً ، والله لهو أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله ......الخ . زوجـــاتــــه وأولاده : تزوج الإمام
الباقر (ع) زوجات عديدة ، وولد له
منهن سبعة اولاد ، خمسة ذكور
وبنتان ، أولهم وأفضلهم الإمام
السادس أبو عبدالله جعفر محمد
الصادق (ع) وهو الإمام الموصى
إليه بعد أبيه ، وثانيهم عبدالله
وقد يشار إله بالفضل والصلاح ،
وأمهما فاطمة المكناة بام فروة
بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر بن
أبي قحافة . مجمل عهد إمامته ومعاصروه من طواغيت بني امية : بدأت إمامة الباقر (ع) في عهد الوليد بن عبدالملك ، وقد استمرت إمامته (ع) بقية خلافة الوليد ، ثم خلافة أخيه سليمان بن عبدالملك ثم خلافة عمر بن عبد العزيز ، فيزيد بن عبدالملك ، فخلافة هشام بن عبدالملك . وهنا تختلف الروايات في شخص أخر خليفة أموي عاصره الإمام ، فبعضها ترى ان استشهاد الإمام الباقر (ع) كان في عهد هشام بن عبد الملك هذا . وهو قول الشيخ الطبرسي في إعلام الورى - وهذا الرأي هو الأرجح - ، وبعضها ترى ان الإمام عاش بعد هشام في عهد أبن أخيه الوليد بن يزيد بن عبدالملك ، وبعضها ترى انه (ع) عاش بعد الوليد أيضاً في عهد عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك ، وإبراهيم بن الوليد بن عبدالملك . بعض الوقائع التي ابتليى بها الإمام (ع) مع الطواغيت: إن وقائع هذا الإمام المظلوم المسموم (ع) مع خلفاء بني أمية هؤلاء ومع سواهم من الحساد والمتنكرين ، لإمامته ، والمصائب والمحن التي لقيها من اولئك وهؤلاء لكثيرة لا يسع المقام لذكرها ، وقد تحملها الإمام (ع) صابراً محتسباً ، كما تحمل قبله أباؤه وعمه (الحسن) عليهم السلام ، وكان كالطود رسوخاً وشموخاً وتعالياً وكرامة . ويكفي أن نشير إلى نموذجٍ من جبروت من سلاطين بني امية ، إلى الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، من انه فتح المصحف الشريف يوماً متفئلاً ، فجُوبه بقوله تعالى (( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد )) فغضب اللعين ، ورمى المصحف بعيداً ، ثم أمر ان يرفعوه ليجعلوه له هدفاً ، ثم رماه بالنشاب وهو يقول : ويروى أيضاً أنه فتح المصحف يوماً آخر ، فرأى فيه آيات الحساب في يوم القيامة ، فرماه أيضاً بالسهام وهو يقول :
ومثله وربما ألعن منه وأكثر كفراً وحقداً ومحاربة لآ ل رسول الله ، عمه هشام بن عبدالملك الذي مرّ في سيرة السجاد (ع) ما كان ينقمه هذا اللعين على الإمام الرابع والد الباقر (ع) من احترام الناس له ولبيته ، وكيف حاول الأزراء بالإمام وتوهينه ، مما أثار الشاعر الفرزدق ، وحبسه على قصيدته الغراء التي تقدمت . ولم يقل هشام ايداء وتوهيناً للإمام الباقر (ع) من ايذائه وتوهينه لأبيه( ع) ، فقد أمر هشام باشخاص الباقر (ع) مقيداً من المدينة المنورة إلى دمشق الشام ، إمعاناً في إذلاله وتعذيبه ، بل يقال أنه هو الذي قتله . عــــلــــــمــــــــــــه : كان الإمام الباقر (ع) بحراً في العلم ، وكان في المعرفة الذروة التي لا يبلغها بالغ ، ولذا كان لقب (( باقر العلم )) منطبقاً عليه تمام الأنطباق ، ولذا كان أيضاً يتهيبه سلاطين بني أمية ، وخاصتهم بسبب مكانته العظمى بين العلماء وبين الناس ، فما كانوا يجدون سبباً يتخذونه ذريعة للبطش بالإمام (ع) ، إلى أن اضطروا إلى قتله بالسم سراً . وعرف عليه السلام بمنطقه وقوة حججه في المجادلات الفقهية والكلامية وفي أحكام الشريعة الغراء ، وكانت له مجالس مع علماء زمانه الذين كانوا يقصدون لسألون ويناقشون ويستفيدوا منه سلام الله عليه . اســــتــشـــهــاده : استشهد
الإمام الباقر (ع) بسم دسه له
الخليفة الأموي في سرج فرسٍ اركب
الإمام (ع) عليه، عندما أرجعه من
دمشق ألى المدينة بعدما أشخصه
منها إلى الشام . وكان ذلك
السلطان علىالأرجح -هشام بن
عبدالملك (لع) ، وقد كان الإمام (ع)
سميناً ، فسرى السم من السرج إلى
لحمه ، فأثر في رجله ثم أمرضه
ثلاثة أيام ، وقبض (ع) يوم
الأثنين السابع من شهر ذي الحجة
الحرام من سنة أربع عشرة ومئة من
الهجرة النبوية المباركة
بالمدينة المنورة . [ الصفحة السابقة ] [ البداية ] |