الـزراعـة مساحة الواحة الزراعية : تقدر مساحة واحة القطيف في الوقت الحاضر بعشرة آلاف فدان ، بما فيها الأوجام وأم الساهك وجزيرة تاروت وغيرها ، وكانت المساحة الزراعية أكبر بكثير مما كانت عليه الأن ، حتى يقال بأن صحراء البياض كانت تغطيها المزروعات ، وأن السائبة كانت تنتقل من قرية إلى أخرى حتى تصل مشارف الأحساء . وليست ببعيدة صحة هذه المعلومات ، التي يرويها الأهالي خلفاً عن سلف ، فالعيون الجارية التي طمرتها الرمال مازالت آثارها موجودة حتى الأن ، وقد حدث الأستاذ محمد المسلم أحد العاملين بشركة أرامكو " مالم كونت كان أميناً لمكتبة الأبحاث بالشركة " بأن الشركة عثرت على نحو مئة وخمسين عيناً في قلب الصحراء ، أثناء التنقيب عن البترول ، ومد خطوط الأنابيب ، وكلها مدفونة تحت الرمال ، كما وجدت بالقرب منها آثار مدن وقرى كانت عامرة . ورغم أن الواحة تشكل غابة من النخيل ، تقع في قلبها أكثر القرى ، إلا أنها مقسمة تقسيماً وهمياً إلى سيحات ، ولها حدود متعارف عليها ، وهذا التقسيم قديم ، ومتبع حتى على الصعيد الرسمي في سجلات الدولة ، ويستثنى من ذلك الواحات الصغيرة المنفصلة ، التي تشكل كل واحدة منها سيحة مستقلة كسيحة صفوى والأوجام وتاروت وغيرها . وأراضي الواحة تتكون من مواد طينية ورملية ، لا يزيد سمكها على بضعة أمتار وتليها الطبقة الجبلية ، ورغم قربها من ساحل البحر إلا أنها خصبة صالحة للزراعة ، وقد أثبتت التجارب التي قامت بها محطة التجارب الزراعية بالقطيف نجاح الكثير من الزراعات المستجدة ، سواء منها التي تنمو في المناطق الباردة أو الحارة ، وكذلك أنواع شتلات الزهور وأشجار الزينة وغيرها من النباتات والأشجار التي لم تعرفها البلاد من قبل . الإنتاج الزراعي : يعتبر انتاج النخيل القاعدة العريضة التي تقوم عليها موارد البلاد الزراعية سابقاً ، فبالإضافة إلى كون هذا المحصول جزءاً لا يتجزأ من الغداء اليومي فيؤكل منه رطباً في الصيف وتمراً في الشتاء كان يصدر الفائض منه إلى الخارج بكميات كبيرة تبلغ كما يذكر لويمر 24 الف طن ، اي ما يعادل 750 قلة " القلة تعادل 32 كيلوغرام " أي ما يعادل 750 ألف قلة ، أغلبها يصدر إلى إيران وعمان والخليج والهند ، وكانت النخلة في نفس الوقت تشكل العمود الفقري في مرافق الحياة بصورة عامة ، فمن بعض أصنافها تصنع الجدوع لتسقيف المباني ، وأحياناً تتخد جسوراً ، ويصنع منها الأبواب ، ومن أنواعها الأخرى تعمل الجزم " قطعة من جذع النخلة تساوي متر ونصف المتر " للوقود وتحضير الجص ، ومن خوص النخيل تنسج الحصر والقفف والمراوح والسفرات " جمع سفرة وهي عبارة عن حصير مستدير يفرش وتصف عليه المائذة " . أصناف النخيل في واحة القطيف : أصناف النخيل في واحة القطيف كثيرة جداً . أشهرها الخلاص والخنيزي والبكيرة والماجي والطياري والغره والحلاو الأحمر والحلاو الأبيض وبنت البقوص والصباوة وخصاب العصفور - الحجوب - والشيشي وخصبة الرزيز والمكتوم والخواجي والهلالي وغيرها. ويبدأ نضج الرطب في أول يوليو بصنف الطياري والماجي والبكيرة ، ثم تتوالى تباعاً باقي الأصناف كالغرى والخلاص والخنيزي والحلاو وآخرها صنف الحجوب ، وينتهي في اواخر نوفمبر . انتاج الفواكه والخضروات : تأتي بعد زراعة النخيل وإنتاجها سائر أنواع الحبوب والفواكه والخضار ، فكانت تنتج الرز الأحمر ، ثم اللوبيا والفول والسمسم أما الفواكه فكان منها اللوز ( غير اللوز المعروف في سوريا ولبنان أسمه جلفور وحدفت الغاء اولاً ثم حدفت الجيم فصار لوز وهو ينبت بكثرة في البساتين ولا يحتاج إلى عناية ) والبمبر والموز والبوبي والأترنج والرمان والمشمش والخوخ والتوت والكنار والسفرجل والعنب والتين والليمون والبطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر والطروح . أما الخضار والبقول فكان منها الباميا والبيذنجان والطماطم واليقطين " القرع " والهندال والبصل والثوم والفجل " الرويد " والكراث " البقل" والهندباء والكرفس والنعناع والبرسيم لإطعام الحيوانات . ومن الفواكه والخضروات التي استحدثت زراعتها ، ونجحت فيها نجاحاً باهراً البرتقال واليوسفي والجوافه والكريب والكوسه والكرنب والملفوف والزهرة والخس والكزبرة والبقدونس والملوخية والخيار والفاصوليا والبزاليا والبطاطس . ويمكن أن نعد من المحاصيل الزراعية زراعة الزهور وكان منها سابقاً الفل ( الرازقي ) والورد المحمدي والمشموم ( الريحان ) والياسمين العطر وأشجار الزينة ، وفي الوقت الحاضر كثر الأعتناء بأشجار الزينة فوجدت مشاتل متخصصة لزراعتها . النخيل في الوقت الحاضر : من المؤسف أن زراعة النخيل ، التي كانت تعتبر الزراعة الأساسية في الواحة قد فقد الأهتمام بها في الوقت الحاضر ، ويعود ذلك إلى قلة الأيدي العاملة ، التي امتصتها الشركات والمؤسسات ، ثم ارتفاع أجورها ، حتى أصبحت قيمة التمور لا تساوي قيمة الأنتاج ، إضافة إلى الزحف العمراني على البساتين ، وعدم وجود صناعات غذائية تعتمد على انتاج الرطب والتمور . والأدهى من هذا كله انتشار دودة النخيل التي قضت على الاف النخيل في واحة القطيف . [ الصفحة السابقة ] [ البداية ] |