خامساً : نزول آية التطهير في خمسة وهم : محمد صلى الله عليه وآله، وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم أفضل الصلاة والسلام .

       يوجد ذلك في : صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أهل بيت النبي ج2 ص368 ط عيسى الحلبي وج15 ص194 ط مصر بشرح النووي، صحيح الترمذي ج5 ص30 ح3258 وج5 ص328 ح3875 ط دار الفكر وج2 ص209 و308 و319 ط بولاق وج13 ص200 ط آخر، مسند أحمد بن حنبل ج1 ص330 ط الميمنية بمصر وج5 ص25 ط دار المعارف بمصر بسند صحيح، المستدرك على الصحيحين للحاكم ج3 ص133 و146 و147 و158 وج2 ص416، تلخيص المستدرك للذهبي مطبوع بذيل المستدرك عين الصفحات، المعجم الصغير للطبراني ج1 ص65 و135ط دار النصر بمصر،  شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي ج2 ص11-92 ح637 و638 و639 و640 و641 و644 و648 و649 و650 و651 و652 و653 و656 و657 و658 و659 و660 و661 و663 و664 و665 و666 و667 و668 و671 و672 و673 و675 و678 و680 و681 و686 و689 و690 و691 و694 و707 و710 و713 و714 و717 و718 و729 و740 و751 و754 و755 و756 و757 و758 و759 و760 و761 و762 و764 و765 و767 و768 و769 و770 و774 ط بيروت، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي ص4 ط التقدم العلمية بمصر وص8 ط بيروت وص49 ط الحيدرية وص72 بتحقيق المحمودي، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج1 ص185 ح250 و272 و320 و321 و322 ط1، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص54  و372 و373 و374 و375 وقد صححه، و376 ط الحيدرية وص13 و227 و320 وصححه، و231 و232 ط الغري، مسند حمد ج3 ص259 و285 وج4 ص107 وج6 ص292 و296 و298 و304 و306 ط الميمنية بمصر، أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير الشافعي ج2 ص12 و20 وج3 ص413 وج521 و589، ذخائر العقبى للطبري الشافعي ص21 و23 و24، أسباب النزول للواحدي ص203 ط الحلبي بمصر، المناقب للخوارزمي الحنفي ص23 و224، تفسير الطبري ج22 ص6 و7 و8 ط2 الحلبي بمصر، الدر المنثور للسيوطي ج5 ص198 و199، أحكام القرآن  للجصاص ج5 ص230 ط عبد الرحمن محمد، وص443 ط القاهرة، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص301 ح345 و349 و350 و351، مصابيح السنة للبغوي الشافعي ج2 ص278 ط محمد علي صبيح وج2 ص204 ط الخشاب، مشكاة المصابيح للعمري ج3 ص25ط دمشق، الكشاف للزمخشري ج1 ص193 ط مصطفى محمد وج1 ص369 ط بيروت، تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي الحنفي ص233، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي ج1 ص19 و20 ط دار الكتب بالنجف وص8 ط طهران، أحكام القرآن لابن عربي ج2 ص166 ط مصر وج3 ص1526 ط آخر بمصر، تفسير القرطبي ج14 ص182 ط1 بالقاهرة، تفسير ابن كثير ج3 ص483 و484 و485 ط2 بمصر، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص8، التسهيل لعلوم التنزيل للكلبي ج3 ص173ط مصطفى محمد بمصر، التفسير المنير لمعالم التنزيل للجاوي ج2 ص183، الإصابة لابن حجر الشافعي ج2 ص502 وج4 ص367 ط مصطفى محمد وج2 ص509 وج4 ص378 ط السعادة بمصر، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ج4 ص240 ط مطبعة المشهد الحسيني بمصر وج2 ص200 ط آخر، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص85 و137 ط الميمنية بمصر وص141 و227 ط المحمدية بمصر، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد بن حنبل ج5 ص96، السيرة النبوية لزين الدين دحلان بهامش السيرة الحلبية ج3 ص329 و330 ط المطبعة البهية بمصر وج3 ص365 ط محمد علي صبيح بمصر، إسعاف الراغبين للصبان بهامش نور الأبصار ص104 و105 و106 ط السعيدية وص97 و98 ط العثمانية وص105 ط مصطفى محمد بمصر، فتح القدير للشوكاني ج4 ص279، نور الأبصار للشبلنجي ص102 ط السعيدية وص101 ط العثمانية بمصر وص112 ط مصطفى محمد، الاستيعاب لابن عبد البر بهامش الإصابة ج3 ص37 ط مصطفى محمد، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص107 و108 و228 و229 و230 و244 و260 و294 ط اسلامبول، العقد الفريد لابن عبد ربه المالكي ج4 ص311 ط لجنة التأليف والنشر بمصر وج2 ص294 ط دار الطباعة العامرة بمصر وج2 ص 275 ط آخر، فتح البيان لصديق حسن خان ج7 ص363 و364 و365، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري الشافعي ج2 ص248 ط2، فرائد السمطين للحمويني الشافعي ج1 ص316 ح250 وج2 ص9 ح356 و362 و364، عبقات الأنوار قسم حديث الثقلين ج1 ص285 .                                                                                                        

       وبصورة عامة وإتماماً للبحث، نقدم لك شطراً من المصادر والمراجع، من شتى المعارف الإسلامية من تفسير وحديث وكلام وتاريخ وأدب، وغيرها من صنوف المعرفة، وجميعها لمؤلفين أعلام من علماء المسلمين، ممن لا يتهمون في المقام بمولاة الإمام الأمير سلام الله تعالى عليه وآله، كمل يتهم الشيعة بذلك عند عديمي الإنصاف إمعاناً في توسيع شقة الخلاف بين الشيعة والسنة، لا أنالهم الله ما يبتغون :

       تفسير الطبري 22/5-8 ط مصر الأولى، تفسير الفخر الرازي 2/700 ط الأستانة، 8/85 ط البهية بمصر، تفسير الكشاف للزمخشري 1/193، 327 ط مصطفى محمد بمصر، تفسير القرطبي 11/263، 14/182-183 ط مصر، تفسير البحر المحيط 7/231 ط أفست دار الفكر، تفسير البيضاوي في سورة الأحزاب 4/163 ط دار صادر ، تفسير التسهيل لبن جزي 3/137 ط مصطفى محمد بمصر سنة 1355هـ، تفسير زاد المسير لابن الجوزي 1/399، تفسير الخازن 3/466 ط الميمنة سنة 1317هـ مصر، تفسير ابن كثير 3/483-486 ط الاستقامة سنة 1373هـ، تفسير روح المعاني للآلوسي 22/14 ط المنيرية بمصر، تفسير روح البيان لإسماعيل حقي البرسوي 7/117 ط أفست دار الفكر ، أسباب النزول للواحدي، ص267 ط هندية بمصر، أحكام القرآن للجصاص 3/443 ط هندية بمصر، أحكام القرآن لابن عربي المالكي 3/1526 تحقيق البجاوي، ط عيسى الحلبي بمصر سنة 1377هـ، شواهد التنزيل للحسكاني 2/36، صحيح مسلم 2/242، باب فضائل أهل بيت النبي (ص) ط بولاق، شرح صحيح مسلم للنووي 15/194، شرح صحيح مسلم للآبي 6/255، شرح صحيح مسلم للسنوسي الحسيني 6/255 بهامش السابق، سنن الترمذي 5/351- 352 تحقيق عطوة، ط المكتبة الإسلامية، شرح صحيح الترمذي تحفة الآحوذي 9/66-68 ط الاعتماد بمصر، 10/289 نشر السلفية بالمدينة المنورة، مسند أحمد بن حنبل 1/331، 3/259، 285، 4/107، 6/292، 298، 304، 323، وغيرها، مسند الطيالسي حديث 2059 ط حيدرآباد، مصنف ابن أبي شيبة 12/73 ط دار الفكر، المستدرك للحاكم 2/416، 3/52، 132، 146-147، 158، 172، وغيرها، تلخيص المستدرك للذهبي في الموارد المذكورة بهامشه، السنن الكبرى للبيهقي 2/149-150، 152 ط حيدرآباد، معجم الطبراني الكبير 3/52-57، 9/26، 12/77، 82 ط الموصل، مصابيح السنة للبغوي 2/204 ط الخيرية بمصر، جامع الأصول لابن الأثير 10/100-102 ط أفست، مجمع الزوائد للهيثمي 7/91، 9/119-121، 146، 166، 168، 169، 171-207، فتح الباري 3/422، 7/74، 138، معجم الطبراني الصغير 1/65، 134 ط المدينة المنورة، منتخب كنز العمال هامش مسند أحمد بن حنبل 5/96، فتح القدير للشوكاني 4/270، الروض النضير للسياغي 1/151، 159، 170 الطبعة الثانية بمصر سنة 1388هـ، مشكاة المصباح للخطيب التبريزي 3/ الحديث 6126، 6127 ط المكتب الإسلامي، مشكل الآثار للطحاوي 1/318-332 إلى 337 ط حيدرآباد، صحيح ابن حبان، ص555 رقم الحديث 2245، الشفاء للقاضي عياض 2/41 ط الأستانة سنة 1304هـ، شرح الشفاء لملا علي القاري 2/80، 82-83 ط عثمانية سنة 1316هـ، الأمالي الخميسية للشجري 1/151 ط بيروت، الأنوار المحمدية للنبهانيص434 ط بيروت سنة 1312هـ، جواهر البحار للنبهاني 1/36، 3/142 ط مصر سنة 1379هـ، الشرف المؤبد لآل محمد للنبهاني ص6-12 ط بيروت، نور الأبصار للشلبنجي، ص 123 ط دار الكتب العلمية، الإتحاف بحب الأشراف للشبراوي ص18 ط أدبية بمصر سنة 1316هـ، مشارق الأنوار للحمزاوي ص89 ط الشرق بمصر سنة 1365هـ، جواهر العقدين للسمهودي 2/ق1/7-8-13 إلى 16، 24 ط بغداد، القول الفصل لما لبني هاشم من الفضل للحداد 1/48، 2/162 ط جاوا، ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 21-24، 87 ط القدسي بمصر، شرح المواهب اللدنية للزرقاني 7/4 ط الأزهرية سنة 1328هـ، الصواعق المحرقة لابن حجر، ص85-87 ط مصر سنة 1312هـ، الإتقان للسيوطي 2/200 ط مصطفى محمد سنة 1386هـ، تاريخ جرجان للسهمي، ص26 ط حيدرآباد، التاريخ الكبير للبخاري 1/ق2/110، 196 ط أفست عن حيدرآباد، منحة المعبود 2/129 ط المنيرية بالأزهر سنة 1372هـ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي 4/11 ط مصر الأولى، سمط النجوم العوالي للعاصمي المكي 2/488 ط السلفية، شرح الشمائل لجسوس 1/85 ط محمد علي صبيح سنة 1346هـ، بهجة المحافل لعماد الدين العامري 2/399-400 أفست طبع الجمالية بمصر سنة 1331هـ، الحسن والحسين لمحمد رضا، أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول ص6-7 ط مصر سنة 1372هـ، وغيرها.                          

       ولو سألت نفسك: ماذا كان الهدف من جمعهم تحت الكساء؟ لأتاك الجواب :

       أن النبي (ص) كان يريد أن يحدد هؤلاء ويعرفهم تماماً، ويقول إن الآية في حق هؤلاء الخمسة خاصة، لئلا يرى أحد أو يظن ظان أن المخاطب في هذه الآية كل من تربطه بالنبي صلة أو قرابة، وكل من يُعد جزءً من أهله، حتى جاء في بعض الروايات أن النبي (ص) قد كرر هذه الجملة ثلاث مرات " اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً " .

       وأن النبي (ص) ينادي بعد نزول هذه الآية عند مروره من جنب بيت فاطمة سلام الله تعالى عليها وهو ذاهب إلى صلاة الفجر " الصلاة يا أهل البيت " إنما يريد الله لي ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً" . وبقي على هذا العمل ستة أشهر بعد نزولها كما في الروايات العديدة، وتكراره (ص) هذا الأمر شهر إلى أربعين يوماً إلى ستة أشهر أو سبعة أو ثمانية أو تسعة أو عشرة أو سنة أو سبعة عشر شهراً أو منذ نزولها حتى ارتحاله صلى الله عليه وآله إلى جوار ربه الكريم، بصورة مستمرة جنب بيت فاطمة، إنما هو لبيان هذه المسألة تماماً،وتدليلاً على اختصاصها بأضرابها من أهل بيت الرسالة، ولكيلا ينساهم المسلمون أو يتناسوهم، استمراراً في احترامهم دون اخترام، ولئلا يبقى الشك لدى أي شخص بأن هذه الآية قد نزلت في شأن هؤلاء النفر فقط، خاصة وأن الدار الوحيدة التي بقي بابها مفتوحاً إلى داخل المسجد بعد أن أمر الله تعالى نبيه (ص) بأن تغلق جميع أبواب بيوت الآخرين، هي دار فاطمة (ع)، ولا شك أن جماعة من الناس كانوا يسمعون ذلك القول من النبي (ص) .

       أضف على ذلك أنه : لماذا لم يفعل النبي (ص) العمل نفسه لبيت إحدى زوجاته، فضلاً عن بيوتهن جميعاً؟ لو كن هن المقصودات والمعنيات بالآية الشريفة .

        فيا أهل البصائر برسول الله صلى الله عليه وآله، العارفين بمبلغه من الحكمة والعصمة، المقدرين قدر أفعاله وأقواله! هل تجدون وجهاً لحصرهم تحت الكساء عند تبليغه الآية عن الله تعالى إلا المبالغة البليغة في توضيح ما قلناه من اختصاصها بهم، وامتيازهم بها عن العالمين ؟ وهل تفهمون من قوله " اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً " إلا الحصر بهم، والقصر عليهم؟ وهل ترون وجهاً لجذب الكساء من يد أم سلمة ومنعها من الدخول معهم - على جلالة قدرها وعظم شأنها- إلا الذي ذكرناه ؟ فأين تذهبون ؟ وأنّى تؤفكون؟ " إنه لقول رسول كريم .  ذي قوة عند ذي العرش مكين . مُطاعٍ ثم أمين . وما صاحبكم بمجنون " التكوير : 19 - 22 .

       فيكون بحجبه إياهم (ع) في كسائه عابثاً ؟ أو يكون بقوله:" اللهم هؤلاء أهل بيتي" هاذياً ؟ أو يكون بجذبه من يد أم سلمة مجازفاً ؟ حاشا لله " إن هو إلا وحي يُوحى . علّمه شديد القوى " النجم : 4- 5  .

       وقد تكررت منه صلى الله عليه وآله قضية الكساء حتى احتمل بعض العلماء تكرار نزول الآية أيضاً، والصواب عندنا نزول الآية مرة واحدة، لكن حكمة الصادق الأمين صلى الله عليه وآله في نصحه ببلاغه المبين، اقتضت تكرير القضية مرة في بيت أم سلمة، كما تدل عليه بعض الأحاديث التي قرأتها عن أم سلمة رضوان الله تعالى عليها، عند نزول الآية وتبليغها لأهلها المخاطبين فيها، وأخرى في بيت فاطمة . وفي كل مرة يتلو عليهم الآية مخاطباً لهم بها، وهم في معزل عن الناس تحت ذلك الكساء، درءً للشبهة في تحور أهل الزيغ .

       وقد بلغ - بأبي هو وأمي - في توضيح اختصاص الآية بهم كلَّ مبلغ، وسلك في إعلان ذلك مسالك ينقطع معها شغب المشاغب، ولا يبقى بعدها اثر لهذيان النواصب، حتى كان لعد نزول الآية كلما خرج إلى الفجر يمرُّ ببيت فاطمة فيقول: الصلاة يا أهل البيت " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً " . وقد استمر على هذا ستة أشهر في رواية أنس ( مسند أحمد بن حنبل ج3 ص259)، وعن ابن عباس سبعة أشهر ذكرها النبهاني، وغيره ثمانية أشهر ، أو اكثر أو أقل كما عرفت سابقاً ز فصرح الحقُ عن محضه، وبدا الصبح لذي عينين .                     

       بل إن أقوى دليل على أن المراد بأهل البيت هم الخمسة الطيبة والأئمة المعصومون عليهم السلام، هو ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وآله بعد نزول قوله تعالى " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها " طه : 132 . فإنه (ص) بعد نزولها كان يمر على بيت علي وفاطمة (ع) ويقول " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم ويطهركم تطهيراً " .

       وأنت خبير بأن رسول الله صلى الله عليه وآله، أفضل الناس حكمة، وأصوبهم رأياً، وأظهرهم عصمة، وأقواهم نظماً، بصلحهم علماً وعملاً، فلا بد من أن يكون عمله هذا إلى ستة اشهر أ و ثمانية أو تسعة أو ثمانية عشر شهراً أو على أن فار ق الدنيا، عن مصلحة مهمة، وحكمة تامة، فإن فعله (ص) هو الفصل وما هو بالهزل، لأنه مدينة الحكمة، والمعرفة الحقيقية، فكأن في استمرار قوله وفعله (ص) على ذلك على آخر عمره الشريف، إعلاناً وتبياناً وإفصاحاً بأن المراد من أهل البيت في الآية- كما استظهره الآلوسي في تفسيره ذيل الآية، وأيده بأخبار كثيرة عنهم (ع)- هم الذين يمر عليهم في كل يوم خمس مرات، وهم المراد من الآية التي يتلو عليهم " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً "، لا غيرهم من الأقرباء والأزواج، ومن هنا لم يرد في الأخبار والأحاديث شيئ يدل على مروره (ص) على غير بيت علي وفاطمة (ع) في تلك الأوقات ويقف، ثم يتلو تلك الآية، ولم يدع  ذلك أحد، حتى جاء الدهر بالمنحرفين عن علي (ع) كمقاتل وعكرمة وعروة الذين سعوا في إطفاء نور الله تعالى وإنكار المسلمات، وسوف نتعرض لذلك أن شاء الله تعالى .

       واعلم أن النبي (ص) فسر هاتين الآيتين الكريمتين- اعني " إنما يريد الله... " الآية، و " وأمر أهلك بالصلاة..." الآية- بقوله وفعله، كما فسر أية المباهلة بقوله وفعله على ما جاء في تذكرة الخواص لابن الجوزي:" عن رسول الله (ص) غدا محتضناً الحسين، آخذاً بيد الحسن، وفاطمة تمشي خلفه، وعلي خلفهم". وفي خبر آخر " قال (ص):" هلموا فهؤلاء أبناؤنا- وأشار إلى الحسن والحسين- وهذه نساؤنا- يعني فاطمة- وهذه أنفسنا- يعني نفسي- وأشار على علي" انظر تذكرة الخواص، ص14 .

       وقال الشيخ العالم الكامل محمد بن أبي طلحة الشافعي: " فانظر بنور بصيرتك- أيدك الله بهدايتها- على مدلول هذه الآية وترتيب عباراتها، وكيفية إشاراتها إلى علو مقام فاطمة في منازل الشرف وسمو درجاتها، وقد بيّن (ص) ذلك وجعلها بينه وبين علي، تنبيهاً على سر الآية وحكمتها، فإن الله عز وجل جعلها مكتنفة بين يديها ومن خلفها، ليظهر بذلك الاعتناء بمكانتها، وحيث كان المراد من قوله " وأنفسنا " نفس علي مع النبي (ص) جعلها بينهما، إذ الحراسة بالأنفس أبلغ منها بالأبناء في دلالتها " انظر مطالب السؤول ص7 .

       وإليك شطراً من الأخبار والأحاديث في ذلك من طرق العامة :

       1_ أخرج أبو القاسم الحسكاني الحنفي النيشابوري في شواهد التنزيل ج1 ص381 : عن عبد الله بن الحسن ، عن أبيهن عن جده قال: قال أبو الحمراء خادم النبي (ص) : " لما نزلت هذه الآية " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها " كان النبي (ص) يأتي باب علي وفاطمة عند كل صلاة فيقول ك الصلاة - رحمكم الله - إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت.... الآية " .

       2_ السيوطي في الدر المنثور ج4 ص313، اخرج ابن مردويه وابن عساكر وابن النجار، عن أبي سعيد الخدري قال:" لما نزلت :" وأمر أهلك بالصلاة" كان النبي (ص) يجيء على باب علي صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول:الصلاة - رحمكم الله - إنما يريد اله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً "

       3_ القندوزي الحنفي في ينابيع المودة، ط اسلامبول ص482:عن الحسن بن علي في خطبة طويلة:" ولما نزلت: " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها" يأتينا جدي (ص) كل يوم عند طلوع الفجر يقول: الصلاة يا أهل البيت - يرحمكم الله - إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً " .

       4_ وفي المصدر السابق ص172: عن أنس بن مالك، وعن زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه عن جده - رضي الله عنهم - قال: " كان النبي (ص) يأتي كل يوم باب فاطمة عند صلاة الفجر فيقول:" الصلاة يا أهل بيت النبوة، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً " تسعة أشهر بعدما نزلت " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها " .  روي هذا الخبر عن ثلاثمائة من الصحابة " .

       5_ قال شهاب الدين الآلوسي في روح المعاني ج16 ص284، في تفسير الآية:" والمراد بأهله (ص) قيل: أزواجه وبناته وصهره علي - رضي الله عنهم- وقيل: ما يشملهم وسائر مؤمني بني هاشم والمطّلب، وقيل:جميع المتبعين له- عليه الصلاة والسلام- من أمته. واستظهر أنهم المراد بأهل بيته (ص) وأيـِّد بما أخرجه ابن مردويه وابن عساكر وابن النجار عن أبي سعيد الخدري قال:" لما نزلت:" وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها" كان- عليه الصلاة والسلام- يجيئ إلى باب علي - كرم الله وجهه- صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول:" الصلاة - رحمكم الله- إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ". وروي نحو ذلك الإمامية بطرق كثيرة .

       6_ القرطبي في تفسير الجامع لأحكام القرآن ج11 ص263. قال: " وكان (ص) بعد نزول هذه الآية" وأمر أهلك بالصلاة " يذهب كل صباح إلى بيت فاطمة وعليٍّ - رضوان الله عليهما- فيقول: الصلاة " .

       7_ قال فخر الدين الرازي في التفسير الكبير ج22 ص137:" وكان رسول الله (ص) بعد نزول هذه الآية يذهب إلى بيت فاطمة وعلي كل صباح ويقول: الصلاة، وكان يفعل ذلك اشهراً "

       أقول: لو أردنا استعراض كل الأحاديث لاستغرق منا مجلد بل مجلدات .

[ الصفحة السابقة ] [ البداية ]