بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وحبيب إله العالمين سيدنا ونبينا وشفيعنا ومقتدانا ومهتدانا أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه الكرام الأخيار وسلم تسليماً كثيرا، ولعنة الله على أعدائهم ومنكري فضائلهم والمعاندين لهم، من الآن إلى قيام يوم الدين .

       وبعد، فإن الله قد فضل أهل بيت محمد صلى الله عليهم أجمعين، وشرفهم على الخلائق ـ سوى حبيبه محمد (ص) ـ في كتابه الكريم. وقد أذعن لهذه الفضائل الخاص والعام، ولم يتجرأ أحد في إنكار فضائلهم وعصمتهم في آية التطهير، بل ولم يدعِ أحد نزولها في سواهم، أعني الخمسة من أهل العبا، وهم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين سلام الله عليهم أجمعين، إلى أن أتى الدهر بشرذمة من المتعصبين، الذين لا يفقهون من الإسلام سوى اسمه، ولا يعلمون منه إلا رسمه، فأخذوا ينفون نزولها في أهل الكساء (ع)، متشبثين بروايات باطلة، سائرين في ذلك طريقة سلفهم الأموي، وحاملين القرآن الكريم، الذي هو كلام الله العظيم، على أدنى درجة من البلاغة والأدب .

       وللأسف أخذ كل من هب ودب، يتكلم في أسباب نزول القرآن، وأسلوبه، على هواهم، مخالفين في ذلك، جهابذة الإسلام، وحملة وحيه، فما إن يحفظ  منهم بعض السور، وبعض الأحاديث، من دون وعي،إلا ويظن نفسه أنه على حق، وغيره على باطل، ويفسر ويتكلم على غير وجه حق، فينفي نزول آية التطهير في أهل البيت (ع)، أعني النبي محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين .

       ونحن وان لم نكن أهلاً للخوض في هذه  تلك الأمور، إلا أننا سنتعرض لذلك بما تفوه به عمالقة الفكر الإسلامي، ونجمع شتات أقوالهم، لرد مزاعم هؤلاء المغرورين، وتوضيح الحقائق لطالبيها، والله المستعان وعليه التكلان، ووسمناها بـ ( أهل البيت في أية التطهير ) .          

        قال الله العظيم في محكم كتابه الكريم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم { إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ اْلرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } صدق الله العلي العظيم .الأحزاب،  33 .

       سوف يكون البحث في هذه الآية من خلال عدة بحوث :

[ الصفحة السابقة ] [ البداية ]