المواقع الأثرية والآثار

دلت الاثار التي اكتشفت في سواحل منطقة القطيف على أنها كانت مهد لشعوب عريقة في التاريخ ، وان تاريخها يمتد من العصر الحجري فالبرونزي ، وتكاد يكون الجزء الشرقي من المملكة أكثر وضوحاً من أي جزء اخر ويرجع ذلك إلى عدة عوامل : أهمها موقعها الأستراتيجي لتوسطها بين مراكز الحضارات القديمة كحضارة الهند والسند وفارس شرقاً ، وحضارة اليمن جنوباً وحضارة وادي الرافدين شمالاً ثم اشرافها على جزء كبير من ساحل الخليج العربي الذي لعب دوراً خطيراً في مجال الاتصالات البشرية والتبادل التجاري بين شعوب تلك الحضارات منذ اكثر من خمسة الاف سنة قبل الميلاد .

إن الأراضي الصحراوية الواقعة غربي واحة القطيف وجنوبها حتى الظهران ، وشمالاً حتى مدينة الجبيل وجزيرة المسلمية وكذلك المناطق جنوبي الخبر وبين الدمام والخبر ومنطقة صحراء البيضاء ووادي المياه وثاج والأحساء وجزيرة تاروت تكاد تمتلئ كلها بالأثار ، وقد عثرت شركة أرامكو أثناء مد خطوط أنابيب البترول على آثار مدفونة تحت الرمال ، وأحياناً تكون بارزة على سطح الأرض ، وكانت تشاهد قطع من النقود وبقايا اواني فخارية قديمة مبعثرة هنا وهناك ، وفي الصراء البيضاء وجدت عيون كثيرة ، مما يدل على أن الصحراء البيضاء كانت مأهولة بالسكان والمزروعات ، وهذا مصداق للأسطورة المتداولة بين السكان والتي تقول أن أن ريف القطيف كان متصلاً بريف الأحساء ، ويؤيد هذه النظرية ما عثرت عليه البعثة الدنمركية عام 1965م إذ وجدو قلعة طمرتها الرمال على بعد عشرين كم شمالي العقير ، ووجدوا قنوات للري ، وبدأت كأنها الواحة التي لا تقل عن واحة القطيف وقد غطتها كثبان رملية ، وعثرو على اثار ترجع إلى عصور قبل التاريخ ، ومن المحتمل أن تكون تلك الواحة المطمورة هي مدينة القطيف ، التي نزح منها سكانها حين اجتاحها الأعصار وطمرتها الرمال .

لقد تم التنقيب عن بعض الأثار ولكن ذلك التنقيب لم تتوفر له سبل النجاح كالدعم المادي والتشجيع ، ولو اكتشفت اثار منطقة القطيف لأصبحت هذه المنطقة من أكثر دول المنطقة اثاراً ، و من معوقات اكتشاف الأثار وجود بعضها داخل املاك خاصة كموقع الزبارة ( حاضرة القطيف قبل القلعة ودمرت عام 283هـ على يد ابو سعيد القرمطي ) وتقع بالقرب من العوامية ، وهناك مواقع اخرى لو يتم التنقيب فيها لاكتشفت اثار كثيرة مثل القلعة وعنك وبلدتي تاروت ودارين وغيرها من المدن والقرى .

ومن المواقع التي تم اكتشافها وفي الغالب كان يتم الأكتشاف بالصدفة عن طريف عملية حفر لتمديد انبوب بترول او شق طريق او بناء ميناء .

1- المريقبات : وهو موضع تكثر فيه التلال الرمليه والصخرية ويق جنوب سيهات على مشارف الصحراء ، واكتشفت فيها كومات صدفية وحفر غريبة الشكل بعضها يشبه التوابيت وكأنها استخدمت كمدافن كما يقول كورنول غفي كتابه منطقة الخليج خلال القرنين الرابع والثالث .

2- جاوان : وقد سبق الحديث عناه عندما تكلمنا عن مدينة صفوى ، وتم اكتشاف هذا الموقع صدفة عندما كانت شركة ارامكو تقتلع الحجر لبناء ميناء راس تنورة . وعثر فيها على كمية من العظام البشرية لحالات دفن جماعية متاخرة و عثرايضاً على مجوهرات جميلة من الذهب والأجحار الكريمة يعود تاريخها إلى القرن الأو للميلاد . وفي عام 1945م عثرت ارامكو في جاوان على حجر تكسرت اطرافه بالمعاول قبلمعرفته ، وقد اتضح انه قبر لامرأة يقال لها جشم بنت عمرة بن تحيو .

3- تاروت : وهي موطن الفينقيين الأوائل قبل نزوحهم إلى شواطئ البحر المتوسط لذلك حفلت بلأثار المهمة ، وقد حظيت باهتمام العثة الدنمركية فقامت بالمسح الأثري فيها وبدأت بالتل العالي الواقع في الجانب الغربي من مدينة تاروت وهو الموقع الذي قامت على انقاضه قلعة البرتغاليين ، التي اعاد بنائها الأتراك ولا تزال معالمها بارزة حتى الأن . واسفر التنقب في هذه الأنقاض عن اكتشاف هيكل عشت تاروت والذي يتكون من احجار ضخمة منحوته بحجم مترمكعب واكتشف بناء يتكون من اربع طبقات وعلى بئر عميق من المياه العذبة ، وعلى 200كسرة فخارية ورؤوس سهام وسكاكين ومكاشط حجرية

4 - دارين : وهي تتمتع بشهرة تاريخية منذ القدم ، وكانت دارين من اهم المونئ على الخليج العربي ويقال أن بلدة دارين تستقر على اربع طبقات من المدن بعضها فوق بعض ، ويوجد بها قلعة محمد عبدالوهاب على الساحل والتي بناها البرتغاليون في القرن السادس عشر ، وعند قيام الدولة بفر المجاري عثر على مسكوكات ساسانية فضية .

5 - سور القلعة قبل إزالته . وكان جدد بنائه في عهد السلطان سليم الثاني العثماني في القرن العاشر الهجري بعد اندثار البرتغاليين من المنطقة . وكانت على إحدى بواباته لوحة تبين تاريخ تجديده ، وكان داخل القلعة جامع المنارة وكان عليه لوحة تبين تاريخ بنائه في القرن السادس الهجري ، وقد كانت القلعة ابرز اثر تاريخي في القطيف ، وكانت تسمى الفرضة .

[ الصفحة السابقة ] [ البداية ]